عبد الله السيد

عبد الله السيّد اسم سوري سيخلّده التاريخ

ملفات

السبت,٢٣ تموز ٢٠٢٢

واصل حميدة-شام إف إم

يعتبَر نصب «صلاح الدين الأيوبي» أحد أهم الأيقونات والرموز الدمشقية التي تعبر عن قوة المدينة عبر التاريخ، ويجسّد مشهد انتصار هذا القائد التاريخي بمعركة حطين حين امتطى حصانه بفخر.

يقف خلف هذا العمل العظيم اسمٌ كبيرٌ هو النحّات السّوري الدكتور عبد الله السيّد، الذي أبدعت يداه هذا العمل الفني في عام 1992، ليتصدّر المشهد أمام قلعة دمشق وسط العاصمة السورية.

يوم الجمعة حلّقت روح الدكتور عبد الله السيد في سماء دمشق معلنةً بدء رحلته الأبديّة، عن عمرٍ ناهز الـ 82 عاماً. رحل السيّد تاركاً منحوتاتٍ ودراساتٍ وإبداعاتٍ أضافت للإرث البشري، وأكدت للعالم مرة أخرى أن هذه البلاد كانت مهد الحضارات والإبداع والجمال والتعايش.

أبصرَ الدكتور عبد الله السيد النور في مدينة مصياف بريف حماة عام 1941، ودرس في جامعة دمشق الفلسفة والدراسات الاجتماعية وتخرّج منها عام 1965، ليلتحق بعدها بكلية الفنون الجميلة في دمشق «قسم النحت» وتخرّج منها بتفوق عام 1971، ثمّ أكمل في دبلوم الدراسات المعمقة بعلم الجمال في فرنسا ثم دبلوم عالي في النحت النصبي من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1980.

عاد السيّد إلى البلاد بعد رحلةٍ طويلةٍ في دراسة علوم فن النحت، ليعمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة ورئيس «قسم النحت» وباحث جمالي في الفنون السورية، وخرّج خلال سنين طويلة أجيال من الفنانين والنحاتين السوريين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمتهم في الفن العالمي والإنساني.

أُطلق على الدكتور السيد لقب «الفليسوف النحات» أو«النحات الفيلسوف»، وأبدع العديد من الأعمال والمنحوتات، كان أهمها «نصب صلاح الدين الأيوبي في مدينة دمشق عام 1992، نصب الشهداء بدرعا عام 1990، نصب سفينة نوح الدمشقي في مدينة دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، نصب الشاعر أبي تمام في جاسم» وغيرها من الأعمال الخالدة.

كما وضع الدكتور عبد الله السيد العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريّات الفكرية والفنية عن الفن التشكيلي السوري وعلم الجمال وتاريخ الفن، وترأس العديد من اللجان الفنيّة وترأّس تحرير مجلة الحياة التشكيلية.

رحلةٌ مليئة بالعطاء والفن خاضها السوري الكبير عبد الله السيد، ورسم فيها خلال سنواتها الطويلة معالم فن النحت السوري المتجذر في هذه الأرض منذ أن سكنها الإنسان قبل آلاف السنين، فكانت أعماله خير مثالٍ على أن أبناء هذه الأرض ولّادين للإبداع والفن رغم كل ما مرّوا ويمرون به، وأن الإنسان السوري سيبقى صانعاً للفن والجمال والحب، وستشهد على ذلك الأعمال التي تركها الدكتور عبد الله السيد أحد أهم أعمدة فن النحت السوري المعاصر، وأحد المؤثرين في الفنون الإنسانية.


نحت
فنون
ثقافة
عبد الله السيد