عبدالله للأسد: مبادرتنا إنتهت..لكن علاقتنا مستمرة

انقلب المشهد السياسي الهادئ في لبنان عشية صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه المرتقب قبل نهاية الشهر الجاري، وكأن الهدوء الذي كان مسيطراً في انتظار معرفة نتائج المسعى السوري السعودي هو الهدوء الذي يسبق العاصفة الآتية.
وفي آخر مستجدات الازمة السياسية أن رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون نعى امس المبادرة العربية التي كما قال 'انتهت من دون نتيجة بسبب عدم تجاوب الرئيس سعد الحريري معها'. وشكر عون كلاً من الملك السعودي والرئيس السوري على جهودهما، موضحاً بعد اجتماع' التكتل في الرابية مساء 'أن الفريق اللبناني الذي كانوا يتفاوضون معه وهو فريق الحريري لم يتجاوب مع المساعي'. وقال 'وصلنا الى طريق مسدود على مستوى المبادرة العربية ولكننا لا نسلّم بالطريق المسدود'.
واعلن عن قيام وفد من المعارضة بزيارة قصر بعبدا وضمّ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ووزير الطاقة جبران باسيل والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل، كما أعلن عن اجتماع مسائي لوزراء المعارضة في الرابية داعياً وسائل الإعلام الى الحضور لاطلاعها على نتيجة التشاور في بعبدا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. واضاف 'حالياً نبحث عن مخرج جديد مع الرئيس سليمان والنتيجة التي نصل اليها سوف نعلنها، نحن نواكب الأزمة التي نتجت عن نهاية المبادرة السعودية - السورية بدون نتيجة'. ودعا 'الحكومة ككل الى الاجتماع ومستعدون لتقديم حل آخر'. واوضح 'لا أنعي المبادرة شخصياً ولكنها انتهت من دون نتيجة وسنحاول الوصول الى حل لبناني- لبناني'. وتابع 'كنت اطالب دائماً بحل لبناني ونترك الخارج كما أيّدنا المبادرة السورية - السعودية لأننا لا نستطيع أن نكون ضد مسعى خيّر يساعد'.
وعلم أن تحرك المعارضة جاء بعد معلومات عن اتصال الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس السوري بشار الاسد وذلك بعد استقباله رئيس الحكومة سعد الحريري في نيويورك حيث قال له 'إن الحريري لديه مطالب، هناك ما هو خارج عن سيطرتنا، ومبادرتنا معاً انتهت هنا لكن علاقتنا مستمرة'.
وفي المعلومات أن وفد المعارضة حمل الى الرئيس سليمان مطلب عقد جلسة عاجلة للحكومة عصر اليوم لمواجهة المحكمة الدولية واذا رفض طلبهم انتقلوا الى الخطة 'ب' التي تتضمن تحركات وصولاً الى الانسحاب من الحكومة. وقد طالب الوفد رئيس الجمهورية بالضغط على رئيس الحكومة سعد الحريري للعودة الى لبنان على الفور وعدم المماطلة الى ما بعد يوم الجمعة'. وردّت قناة 'اخبار المستقبل' على تحرك المعارضة بقولها 'إن ما قامت به 8 آذار هو محاولة يائسة لدفع قوى 14 آذار الى الخضوع لمطالبها، وهذا التحرك قنبلة صوتية سبقها اعلان ملتبس عن تأجيل اجتماع كان مقرراً لكتلة حزب الله كذلك الغاء مؤتمر للنائب وليد جنبلاط'.
وفيما عبّر حزب الله عن خشيته من الدخول الامريكي على خط التفاهم السعودي السوري، فقد نقلت قناة 'الجزيرة' عن 'مصادر موثوقة' أن 'وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أبلغت الحريري والملك السعودي أن الولايات المتحدة 'لن تقبل على الإطلاق' أي حل يسبق صدور القرار الاتهامي.
وتعليقاً على التطورات اللبنانية، اكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني من الدوحة 'ان آخر الاخبار غير مشجعة لحل الازمة في لبنان بالرغم من المساعي المبذولة'. وقال الشيخ حمد بن جاسم 'ان آخر الاخبار غير مشجعة لكن هذا لن يثنينا عن مطالبة الجهات التي يمكن ان تساعد بالوصول الى حل لهذا الموضوع'. واضاف 'يجب التعاطي مع اي قضية بالحوار البنّاء، ويجب ان لا يتعطل عمل الحكومة'.
وكان زوار العاصمة السورية اعتبروا أن 'الفريق الآخر' الذي طالبه الحريري بأن يفي بالتزاماته يضم في صفوفه دمشق التي ينتظر منها رئيس الحكومة ان تسحب من جهة مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء السوري بحق بعض الشخصيات الموالية له، وأن تمارس من جهة أخرى الضغط المطلوب على حلفائها اللبنانيين وفي طليعتهم حزب الله لإلزامهم 'بتسديد دفعة سياسية على الحساب' كما أفاد الزوار الذين أكدوا 'أن السوريين تعاملوا مع رسالة الحريري على أساس انها ضلّت طريقها وعنوانها'. واشار الزوار الى ان 'لا صحة على الاطلاق لوجود التزامات سورية مسبقة من أي نوع حيال الحريري'، مشددين على 'ان مسألة مذكرات التوقيف الصادرة عن القضاء السوري بحق عدد من الشخصيات السياسية والامنية والقضائية والاعلامية المحسوبة على فريق 14 آذار، ليست مطروحة للبازار او للمساومة، ومن كان محرجاً بسببها، فهذا شأنه وهو يعرف كيف يعالج مشكلته'.
وخلص الزوار الى 'ان اتهام الحريري للفريق الآخر بعدم تنفيذ ما تعهّد به ليس سوى مناورة ومحاولة هروب الى الامام من إحراجات داخلية, خارجية تواجهه، معتبرين ان ذرائع رئيس الحكومة لا تفيد في تبرير إحجامه حتى الآن عن الإقدام على الخطوة المنتظرة منه بالدرجة الاولى، وإذا كانت هناك من التزامات لم تُطبق فليست سورية هي التي تنصلت من تطبيقها بل الرئيس سعد الحريري الذي كان يقول شيئاً للرئيس بشار الاسد ويفعل شيئاً آخر'.
واللافت أن يوم امس تميّز بإلغاء رئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط في آخر لحظة مؤتمراً صحافياً كان مقرراً أن يعقده للحديث عن المبادرة السعودية السورية، كذلك ألغت 'كتلة الوفاء للمقاومة' اجتماعها الدوري.
القدس العربي