عداوتنا مع الاختصاص

عداوتنا مع الاختصاص.. الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن
زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
يبدو أنه لدينا عداوةٌ متأصلة مع الاختصاص، وفي جميع المجالات والقطاعات.
ففي الوقت الذي تتجه فيه معظم دول العالم نحو تخصص التخصص، نحافظ في بلدنا على صيغة الاختصاص العام، الذي لايزال باعتقادنا صالحاً لجميع الأوقات والأحوال.
وكدلالة على عمق هذه المشكلة، فإن البيانات الرسمية لعدد الأطباء واختصاصاتهم، تشير إلى وجود أكثر من 10 آلاف طبيب مصنفين كممارس عام، في حين أن عدد المختصين بالجراحة القلبية لا يتجاوز 96 طبيباً، الجراحة الهضمية 35 طبيباً، الجراحة الصدرية 55 طبيباً، وجراحة الأطفال 79 طبياً.
هذه الأعداد هي على مستوى سورية، والتوقعات تقول إنها باتت أقل مع ارتفاع ظاهرة هجرة الأطباء إلى خارج البلاد خلال العامين الأخيرين.
إذاً.. كيف الحال مع اختصاصات ومهن أخرى؟
عندما يكون بإمكان البعض الوصول إلى مناصب إدارية عليا بعيداً عن معيار الاختصاص، وأحياناً بعيداً حتى عن اختصاص القطاع نفسه، فإن الحديث عن الاختصاص أو التشجيع عليه يصبح بنظر الكثيرين مضيعة للوقت ما دام ذلك لا يعطي حامله ميزة إضافية، ولا يفتح أمامه فرصاً للتميز والإبداع.
لذلك، فالبداية هي مع تغيير ثقافة التعاطي العام والرسمي مع الاختصاص، بدءاً من توسيع دائرة ومجالات التخصص في الدراسة الجامعية، وصولاً إلى ميدان العمل، حيث تقتضي الضرورة مثلاً الالتزام بالتوصيف الوظيفي للمهام والمسؤوليات الإدارية.
وللعلم، فإن جزءاً من خسارة عمالتنا في الخارج، تكمن في ضعف أو غياب امتلاكها للتخصص. وإن حظيت بفرصة عمل، فإن ذلك سيكون على حساب المردود المادي الشهري.