عدوان عراقي جديد

 

بقدر مانتمنى إطفاء القضايا العالقة بين الكويت والعراق، بقدر مانتمنى زوال كل المعوقات والموانع التي لا تسمح بقيام علاقة أخوية خالصة اساسها الجيرة والفهم المشترك. وبناء قواعد قوية ودائمة من المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. فلا مناص للبلدين الا الاعتراف بالآخر.


ونرجو الا تكون امانينا مجرد اوهام او سراب او احلام يقظة، فالعراق الذي دأب سياسيوه وساسته الحاضرون على ترديد الكلام الجميل المتسم بالايجابية والارتياح تجاه الكويت هو العراق نفسه الذي يطبع علاقته بالجروح والاذى وهو ما يتناقض والكلام الجميل عن العلاقة الاخوية والنوايا الحسنة (!!) من ذلك مثلاً ما صدر أخيراً عن ديوان محافظة البصرة في بيان صحافي مفاده «أن مقبرة للدبابات الواقعة غرب مدينة البصرة اختيرت كموقع لطمر المخلفات العسكرية الملوثة باليوارنيوم في منطقة (خضر الماء) عند الحدود العراقية الكويتية!!


ان مساحة العراق تتعدى الـ (430) الف كيلومتر مربع اي مايزيد على الـ (23) مرة من مساحة الكويت الكلية، فهل ضاقت عليهم تلك المساحات الواسعة والشاسعة والعظيمة من اراضي بلادهم حتى يدفنوا مخلفات حروبهم في هذا المكان القريب والمتاخم لحدود الكويت.. هذا اذا عرفنا ان نصف الاراضي العراقية من ناحية السعودية والاردن وسورية اراض صحراوية لاتطؤها اقدام بشرية..؟!


لانعلم ما اذا كان المسؤولون الكويتيون قد اجروا اتصالات بالعراقيين للاستفسار عن مقبرة الاسلحة ولانعلم ما اذا كان دفن الاسلحة الملوثة بمحاذاة الحدود الكويتية سيلحق اضراراً بيئية خطيرة بالكويت خصوصا انها اسلحة ملوثة باليورانيوم وهو مادة قاتلة للبيئة وللانسان..؟!


لاريب ان من حق الدول التصرف السيادي في داخل حدود اراضيها. الا انه ليس من حق اية دولة مهما كان موقعها او مبرراتها الحاق الاذى والمخاطر للجيران خصوصاً اذا كانت هذه المخاطر من نوع الملوثات الجرثومية القاتلة..


نعتقد ان على الحكومة الكويتية ان تتحرك، وان تتحرك سريعاً سواء بالاتصال على الحكومة العراقية او بالاتصال بالجهات الدولية واذا لم يحقق الاتصال هدفه، فليس على الحكومة الكويتية الا ان ترفع شكوى الى مجلس الامن على العراق بتهمة العدوان البيئي على الكويت خصوصاً ان العراق مازال يرزح تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم، ومازالت سيادته منقوصة..

 

علي حسن كرم

الوطن "الكويتية"