عراضـــــــــــة أم معـــــــــــــــــــــــــــــــــارضة


 

ساهرة صالح.شام نيوز

 

مع اللقاء التشاوري الأول لبعض شخصيات المعارضة السورية يوم أمس في فندق سميراميس بدمشق , بدأ الهمز و اللّمز من المعارضة الخارجيّة المنشقّة أصلاً على نفسها , بتوجيه الإتهامات إلى المعارضة الداخليّة على أنّها عقدت مع النظام صفقة من وراء ظهر الشعب , و بأنها لا تمثل إلا نفسها , بينما هم (أي المعارضة الخارجيّة ) وطنييون أحرار اختاروا أن يناضلوا من الخارج دون أي شكل من أشكال الدعم , حتّى وثائق ويكيلكس لم تستطع إدانتهم رغم ما نشرته عن تلقي أغلبيتهم لدعم مادي من وكالة الإستخبارات الأمريكية ...

 

و لنحصل نحن كشعب سوري محظوظ في نهاية المطاف على عدّة أشكال من المعارضة , واحدة داخليّة , وأُخرى خارجيّة , و ثالثة فردية لن تلبث أن تنضم إلى من يحقق المكاسب الأكبر , و أيضاً أكرمنا الله بمعارضة مرتعبة إن صح التعبير , و هذه الأخيرة لها رأيان , أحدهما غير قابل للنشر ...

 


أمّا ما يهمنا من هذه الأشكال على اختلافها فهم من امتلكوا الشجاعة الكافية للإجتماع على العلن في قلب الحدث و طرح الأراء و التشاور ,لتقديم مجموعة من الإقتراحات من شأنها إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح و وضعها على طريق الديمقراطية و الحرية حسب قولهم ...

 

ولكن ألم يكن من الأجدر بالمجتمعين أن يعقدوا من الندوات التشاورية قبل إظهار البيانات والطلبات , ما يسهل عليهم على الأقل أن يتعرفوا على بعضهم البعض , و من ثم يعرّفونا كشعب سوري واعٍ على اقتراحاتهم و كيفية نظرتهم للأمور من خلال موقع الكتروني مثلا , حتى يتثنى لنا ( إن كانوا يعترفون بنا ) مساندتهم أو رفضهم أو حتى قبول شيء ورفض أخر ...

 

أم أنهم يتبعون معنا منذ الأن سياسة الأمر الواقع بإصدارهم بيان واضح المعالم لاجتماعهم الأول , ونحن علينا الإيمان به و اتباع خطواته لمجرد أنّ أصحابه بدأوا إجتماعهم بالنشيد الوطني و رفضوا كافة أنواع التدخل الخارجي في سوريا.........؟؟!!

 


فنحن يا سادة نعرف البعض منكم والبعض الأخر يجب أن نجري بحث مطول عنه في الإنترنت لكي نتعرف عليه ...
وهنا طبعا لست بصدد التقليل من شأن أحد أو إختصار تاريخه النضالي لمصلحة البلد , و لن أتكلم بالسوء عن هذا البيان , بل بالخير الذي أتوقعه منه , إذ يكفينا حتى الآن ما شهدناه جراء الإختلاف بالرؤيا حول مصلحة الوطن , و على الحوار البنّاء أن يبدأ بين السلطة و المعارضة لما هو خير لوطننا سوريا , حتى تبدأ معه تلك الأقنعة البائسة و المدعية بالتهاوي و لتظهر كل الوجوه على حقيقتها ...


ونحن كما نطالب السادة المعارضين بالعقلانية في خطابهم و محاولة التواصل مع السلطة و الشارع السوري قبل إلقاء البيانات و بعدها , كذلك نطالب السلطة بأن يتسع صدرها لما سوف تتمخض عنه هذه اللقاءات التشاورية ...
وهنا أذكر قول مالكوم إكس أحد أشهر المناضلين السود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية : (( إن المستقبل ينتمي الى هؤلاء الذين يعدّون له اليوم ))