عزاء وبكاء على وفاة تشاندلر.. لماذا نحزن على وفاة المشاهير؟

ما أن انتشر خبر وفاة الممثل ماثيو بيري لتمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات وصور تكريماً لنجم مسلسل "فريندز"
وشارك المستخدمون حزنهم على فقدان شخص لم يلتقوا به من قبل، ولكن لماذا يحزن الناس على أشخاص لم يلتقوا بهم من قبل؟
نشرت صحيفة Daily Mail البريطانية أن علماء النفس وجدوا أن الحداد على وفاة أحد المشاهير يرجع على الأرجح إلى ميل الناس إلى تخليدهم من خلال تجارب الحياة التي تبعث على الحنين إلى الماضي، ويبدو موت الممثل أو الموسيقي وكأنه ذكرى مفقودة.
وبالنسبة للذين حزنوا على وفاة بيري، قد يكون ذلك نابعاً من حبهم لمسلسل "فريندز" (الأصدقاء)، حيث اعتمد العديد من الأفراد على شخصيته، تشاندلر بينغ، للترفيه عن أنفسهم خلال الأوقات الصعبة.
وبحسب المعالجة أنيسا هانسون، الحاصلة على دكتوراه، لـ Psychology Today: "علاقاتنا مع المشاهير تختلف عن علاقاتنا اليومية. يعتمد ارتباطنا العاطفي مع شخص مؤثر على ما نحتاج أن يكون عليه هذا الشخص لنا خلال اللحظات المؤثرة في حياتنا. لأننا نرتبط بالمشاهير عن بعد، فإننا نميل إلى تخليدهم من خلال تجارب الحياة التي تبعث على الحنين إلى الماضي".
وأضافت هانسون: "لا يقتصر الأمر على دمج المشاهير في معالمنا التنموية فحسب، بل إنهم في كثير من الأحيان يقومون بأدوار المرشد أو الشخص الداعم الذي نفتقر إليه".
بدوره ذكرالطبيب النفسي آدم كونيغ: "في ثقافتنا، هناك فكرة مفادها أن الشهرة توفر على الأقل الخلود الرمزي، وعندما يموت أحد المشاهير، فإن ذلك يعيد حقيقة أنه لا يمكن لأحد الهروب من الموت".
وأضاف: "يمكن بعد ذلك أن تصبح هويتنا مرتبطة بالمشاهير المفضلين لدينا، لذلك عندما يموتون، يؤدي ذلك إلى حدادنا عليهم وعلى هويتنا كمتابعين لأنه يجب علينا إعادة تقييم الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا بعد وفاتهم. قد نشعر كما لو أن جزءا منا مات عندما ماتوا، وربما حتى خلق أزمة هوية".
وتوفي الممثل ماثيو بيري عن عمر يناهز 54 عاماً، حيث عُثر عليه ميتاً في حمام منزله بلوس أنجلس.
وفاز بيري بقاعدة جماهيرية عالمية لدوره "تشاندلر"، ما أكسبه ترشيحاً لجائزة إيمي في عام 2002.