عشرون عاماً من الدراسة و100 مليون ليرة.. ومازال السد حبراً على ورق!!

معظم مياه أمطار طرطوس تهدر ومصيرها أن تصب في البحر دون فائدة والسبب في ذلك يعود إلى التأخر في بناء السدود والبحيرات الاصطناعية.
ورغم أن الحكومة وضعت الخطط وأقرت بناء أكثر من سد ومنها قد بوشر العمل به كسد الدريكيش منذ زمن بعيد ولم ينجز ويوضع في الخدمة حتى الآن وبعض السدود قد أنجزت دراستها كسدي مرقية - والبلوطة والبعض الآخر تمت دراستها كسدي قنية - وعين الكبيرة وهما قيد التدقيق لدى الشركة العامة للدراسات المائية وهناك سدود قيد التحري خربة الكسيح - بيت القاضي - بيت المرج - الغمقة - العروس.
أما سد حصين البحر فقد تمت المباشرة بدراسة مشروع السد بموجب العقد رقم 6 لعام 1992 المبرم مع الشركة العامة للدراسات المائية بحمص بكلفة 15.4 مليون ل.س أضيف إليها لاحقاً تكاليف ملحقي عقد بقيمة 12 مليون ل.س تقريباً وتم إنجاز المرحلة الأولى من الدراسة عام 1996 والمرحلة الثانية عام 2000 وتسليم الطبعة المؤقتة عام 2002 وتسليم المخططات التنفيذية عام 2003.
وبعد هذه الرحلة الطويلة لإنجاز الدراسة التي استغرقت أحد عشر عاماً تم تغيير وظيفة السد من الري إلى أغراض الشرب ما اقتضى إعادة تدقيق الوضع الجيولوجي والهيدروجيولوجي للبحيرة ودراسة تعديل المفيض حيث تم إبرام العقد رقم 56 لعام 2004 مع شركة هيدروسكوب الأرمينية لتدقيق الدراسة بقيمة 2.2 مليون ل.س وإبرام العقد رقم 8 لعام 2004 مع الشركة العامة للدراسات المائية بحمص لتعديل المفيض وقمة السد وتقييم الأثر البيئي بقيمة 6.4 ملايين ل.س وكذلك إبرام العقد 49 لعام ٢006 مع نفس الشركة لتدقيق الوضع الجيولوجي والهيدروجيولوجي لبحيرة السد بقيمة 49.9 مليون ل.س ويجري حالياً استكمال أعمال التدقيق، إنها رحلة شاقة وطويلة لإنجاز دراسة وتدقيق هذا السد والتي استغرقت نحو تسعة عشر عاماً وبتكاليف وصلت إلى حدود المئة مليون ل.س والسؤال كم من الوقت يلزم لإنهاء هذه الدراسة بعد؟ وكم من الوقت يلزم لإنجاز هذا السد؟ وهل أدرج سد حصين البحر في الخطة الخمسية الحادية عشرة؟ أم إننا سننتظر الألفية الثالثة لإنجازه ووضعه في الخدمة؟!
ومن الجدير ذكره أن هذا السد يتسع لتخزين 68 مليون م3 وكان مخصصاً لأغراض الري ثم أصبح مخصصاً لأغراض الشرب ويعتبر جزءاً من المشروعات المستقبلية لجر مياه الساحل إلى دمشق وريفها.
شام نيوز- الثورة