عــــــدوى الفشل

ساهرة صالح. شام نيوز
عرف العرب منذ قرون أنّ اتباع النجوم في ليلةٍ ظلماء سوف يدلّهم على الاتجاه الصحيح ويرشدهم إلى الطريق الذي طالما غيرّت ملامحه رمال الصحراء ....
واليوم عُبّدت الطرقات وزُفتت ومُلئت بالإشارات التي تدلّ على الاتجاه الصحيح و مع ذلك ضللنا الطريق ......
كيف لا ولكلّ منا نجمة يتبعها...هل حاصر الفشل قلوبنا وأعميت بصيرتنا وصار القتل وساما وشارة ،وعدد الشهداء مجرد رقم يُذاع على الأخبار ليسارع بعض من يدعي المعارضة ويتباكى في أحضان الغرب ليتدخلّ بقوة السلاح فيصبح عدد الشهداء أكبر من أن تُحصيه تنسيقاتهم ...
أليس من الفشل أن نعتقد بأن من حمل السلاح وقتل باسم الثورة سيضع هذا السلاح جانباً ليصبح مواطناً صالحاً يدعو الى الديمقراطية والتعددية بمجرد تغيير النظام ...
أليس من الفشل أن ندّعي التدين وحب الله والوطن، في نفس الزمان الذي نحتسي فيه الكره خمراً صُبغ بلون دمٍ رخص للقتل ...
ولكي يكتمل نصاب الفشل قال من قال : أنه لا يمكن التراجع خطوة واحدة ولو كانت إلى الأمام لأنّ عنصر الثقة اختفى ولم يعد له وجود, ونسي المتحدث أنّنا في هذه الظروف لانملك سوى أن نثق ببعضنا, لا بحفنة مراقبين تعددت مشاربها و مشاريعها, وجاءت لتحقن دماءنا التي عجزنا نحن أنفسنا عن حقنها...
كيف لهذا أن يكون، ونحن ما زلنا نرمي بهذه الثقة يُمنة ويُسرى ونضنّ بها على بعضنا، ليتلقفها من يشاء من عرب وأتراك و أغراب ..
هي سوريتنا التي نفتقدها لا الثقة ...
هي سوريا كما لانراها، فهل عدوى الثورات العربية ما نقل الينا ,أم عدوى الفشل ....
و ما معنى أن نصبح يوماً نادمين على ما اقترفت أيدينا بحقّ وطننا ..عندما لا نملك سوى خيار الندم ....