عقبات تصدير الخضار إلى الخارج .. ومكتب نقل البضائع يلقي بالمشكلة على النقل...

تضم محافظة طرطوس اكثر من 150 ألف بيت بلاستيكي وهذه البيوت المحمية تنتج نحو 350000 طن من الخضار معظمها من البندورة والخيار .. ونسبة كبيرة من هذا الانتاج يعتبر فائضا عن حاجة السوق المحلية وبالتالي اذا لم يتم ايجاد أسواق تصريف خارجية لتصدير هذا الفائض فإن ذلك يعني المزيد من الخسائر والعجوزات.. والمزيد من المعاناة بين صفوف المنتجين وعائلاتهم.. والمزيد من البطالة في المجتمع .
وتؤكد مجموعة من المزارعين وتجار الخضار في محافظة طرطوس أهمية تقديم التسهيلات للمصدرين ومعالجة الصعوبات التي تواجههم اثناء تصدير الخضار المحمية الى عدد من الدول الاجنبية.
وبين هؤلاء انهم يقومون بتصدير مئات البرادات المحملة بكافة انواع الخضار الى الدول العربية والاجنبية.
ويستخدمون البرادات السورية للتصدير للدول العربية وفي بعض الاحيان برادات تابعة لدول عربية اخرى سعودية او كويتية مشيرين الى ان التصدير الى الدول العربية يكون على مسؤوليتهم الشخصية من الشراء حتى المبيع وتحصيل المبالغ المطلوبة.
اما بالنسبة للصادرات للبلدان الاجنبية «روسيا، اوكرانيا، رومانيا، كوسوفو، اذربيجان، بلغاريا..» فيؤكدون انهم يقومون بدور الوساطة في عملية التصدير بين المزارع السوري والتاجر التركي، وذلك لعدم التمكن من التصدير مباشرة لتلك الدول بسبب غياب الضمانات للتاجر السوري في هذه الاسواق مستندين الى العديد من التجارب التي تكبد التجار السوريون من خلالها خسائر كبيرة، عدا ان للتاجر التركي خبرة طويلة في هذه الاسواق وهم لا يستخدمون إلا البرادات التركية وذلك للأسباب التالية حسب تأكيدهم:
ان معظم التجار الأتراك يملكون شاحنات مبردة وهم يفضلون النقل بسياراتهم وسائقيهم لضمان شروط نقل الخضار.
وبراد الخضار التركي من سورية الى اوكرانيا يستغرق من 4 الى 5 أيام، اما البراد السوري فيحتاج الى ضعف هذه المدة حيث انه يفضل السفر بحرا للتخلص من مشكلة الفيزا التي يحتاجها لجميع دول العبور وكما هو معروف بأن الخضار لا تحتمل التخزين زمنا طويلا.
اضافة الى امكانية استفادة التاجر التركي من حمولة البراد لطريق العودة اي بعد افراغ حمولته الاساسية في حين ان هذا الامر غير متاح للبراد السوري.
وهنا يؤكد المزارعون وتجار الخضروات اهمية الايعاز لمكتب نقل بضائع طرطوس باعطاء تصريح دخول البرادات التركية لتحميل الخضار والفواكه من طرطوس الى تلك الدول المذكورة دون الرجوع الى جمعية النقل المبرد وخاصة في فترة الموسم الممتدة بين 1/11/ وحتى 1/6 من كل عام .
من جهته مدير مكتب نقل البضائع في طرطوس اكد ان الناظم لدخول السيارات المبردة من اجل تحميل الخضار المصدرة هو قرار السيد وزير النقل رقم 1843 تاريخ 12/11/2007 والمكتب يقوم بتنفيذ القرار ولا يتأخر في متابعة اي طلب يقدم له من المصدرين مشيرا الى ان المشكلة ليست عنده .
ولدى اطلاعنا على القرار تبين لنا ان المشكلة تتمثل في طلب موافقة جمعية النقل المبرد على طلبات المصدرين وهذه الحلقة الروتينية لا داعي لهاو لا سيما بالنسبة للبرادات التي تتجه الى دول اوروبية حيث ان النسبة العظمى من طلبات المصدرين التي ترسل الى جمعية النقل المبرد من قبل مكتب نقل البضائع تعتذر عن تلبيتها الجمعية وتسمح لهم بنقل الكميات المراد تصديرها ببرادات تركية.
لكن بعد تأخير ومعاناة وقد يكون بعد ابتزاز وهذه القضية تابعناها مع وزارة النقل تبين ان السيد الوزير وجه معاونه لشؤون النقل البري لدراسة شكوى المزارعين والمصدرين واقتراح الحلول المناسبة..
وفي اتصال مع معاون الوزير الدكتور راجح سريع اكد انه بصدد عقد اجتماع عاجل في مكتبه يضم ممثلين عن الجهات المعنية بهذا الموضوع وصولا الى رفع الاقتراحات المناسبة لوزير النقل لاتخاذ القرار الذي يعالج المشكلة.
شام نيوز- الثورة