على المجتمع الدولي ان يتحرك

 

البيان الذي اصدرته الخارجية الروسية امس الاول، وعبرت فيه عن قلق موسكو الشديد من الاجراءات الاسرائيلية في القدس، وقبل ذلك بأيام ما صرح به الناطق باسم الخارجية الاميركية ان ما تقوم به اسرائيل في القدس يقوض جهود السلام وكذا المواقف الكثيرة الصادرة من الاتحاد الاورربي ودول العالم حول عدم شرعية الاستيطان والممارسات الاسرائيلية في القدس العربية المحتلة وباقي الاراضي المحتلة، كل ذلك يؤكد ان هناك اجماع عالمي ليس فقط على ادانة اسرائيل، بل وايضا على ان ما تقوم به اسرائيل انما ينسف جهود السلام ويجعل من المستحيل التوصل الى حل سلمي عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

السؤال المطروح مع استمرار اسرائيل في تحديها السافر للشرعية الدولية والمجتمع الدولي هو: لماذا لا يتم استثمار هذا الاجماع العالمي عربيا واسلاميا للضغط على اسرائيل؟ ولماذا لا يتحول هذا الاجماع الى تحرك فاعل يعبر عن ارادة المجتمع الدولي في تحقيق الرؤية التي تنهي الاحتلال ويمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ؟! الا يشكل استمرار اسرائيل في ممارساتها ورفضها سببا جوهريا يدفع باتجاه انفجار الاوضاع في المنطقة. مما يهدد الامن والسلم العالميين ويبرر تحركا جادا من مجلس الامن الدولي بضمان احترام ميثاق الامم المتحدة خاصة وان المهمة الرئيسية لمجلس الامن وفق هذا الميثاق تكمن في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين ؟!

لقد حان الوقت كي تتحرك الولايات المتحدة الاميركية وروسيا وباقي القوى العظمى في مجلس الامن استنادا الى ميثاق الامم المتحدة واستنادا الى مواقفها المعلنة بشأن ممارسات اسرائيل في القدس وباقي الاراضي المحتلة، ومن منطلق الاجماع العالمي عن ادانة ورفض ما تقوم به اسرائيل، من اجل تبني موقف دولي ملزم لاسرائيل يفرض عليها وقف ممارساتها وانهاء احتلالها غير المشروع للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره.

مثل هذا التحرك يشكل احد اهم الاختبارات لمصداقية وعدالة وجدية النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين ، فاستمرار احتلال غير مشروع لأراضي الغير واستمرار العبث بأمن واستقرار المنطقة وتهديد السلم العالمي، يشكل تحدياً سافراً للنظام الدولي ويشكل استمراره وصمة عار في جبين هذا النظام في الوقت الذي تخطو فيه البشرية قدماً نحو مزيد من الحرية والعدالة وحقوق الانسان.

ومما لا شك فيه ان على الجانب الفلسطيني والعربي والاسلامي مسؤولية ومهمة استثمار هذا الاجماع العالمي، فلا يعقل ان يبقى العالم متفرجاً على مأساة الشعب الفلسطيني او ان يتم الاكتفاء باصدار مثل هذه البيانات والتصريحات الصحافية دون ان يشكل ذلك حافزاً قوياً لترجمته الى تحرك على الارض عبر قرار ملزم لمجلس الامن يدعو اسرائيل للامتثال بعد عقود طويلة من تجاهل المجتمع الدولي للخروقات الفظة الاسرائيلية ولسلوك اسرائيل التي تعتقد انها فوق القانون الدولي.

ومن الواضح ان العالم العربي والاسلامي يستطيع اذا أراد ان يتحرك بفاعلية ان يؤثر في المجتمع الدولي ويتابع ويطور مواقف القوى العالمية باتجاه ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

لقد حان الوقت لمثل هذا التحرك الفلسطيني-العربي- الاسلامي تماما كما حان الوقت كي يستجيب المجتمع الدولي ويخطو خطوة اخرى للأمام لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني المتواصلة التي يفترض ان تؤرق الضمير العالمي وان تدفع بالمجتمع الدولي لعمل جاد من أجل انهائها.

 

القدس