على هامــــش الأزمــــة

 

 

ساهرة صالح . شام نيوز

 

أسمحوا لي بداية ،أن أطلق على ما يجري في سوريا منذ أكثر من خمسة أشهر،( أزمة ) وليس ثورة ...

ولهذا سبب( في رأي على الأقل )،فللثورة صفات لانكاد نرى بعضها هنا،وأهمّها هو الحِراك الشعبيّ المتكامل و المتوافق عليه من أغلبية الشعب ،لا أن نرى حراك نصف شعبيّ أو ربع شعبيّ حتى ...



فما أن يخرج هنا و هناك المئات أو الآلاف ممن يطالبون بإسقاط النظام ،حتى يخرج في اليوم التالي المئات و الآلاف و أكثر,ليتغنوا بحبّ نفس النظام ، فإذا هناك أزمة شعبية...

هذا إذا لم نتكلم بعد عن غياب الدور الفاعل للمعارضة ،و غيابها أصلاً عن فكر الشارعين و تطلعاتهما ، فهي لم تظهر على الشكل الذي رأيناه إلاّ بعد تفاعل الأزمة على الأرض السورية ،و هذا هو الخطأ التاريخي لما يسمى بالمعارضة ، و لولا الدعم الخارجيّ لها لما سمعنا بها ...

ولكي نزداد من الشعر بيتاً، فإنّ هذه المعارضات هي مُنقسمة أيضاًعلى نفسها أي أنها لا تكتفي بمعارضة النظام، بل عارض بعضها بعضا في معظم المناسبات التي شهدناها لهم ...
إذاً فهي أزمة بين المعارضين أيضاً ...


وللأزمة أنواع :

فهناك أزمة ثقة على سبيل المثال،
وهناك أزمة في التـــــــــــواصل،
كما أنّ هناك أزمة في التـــــعبير،
وأخرى في الإعــــــــــــــلام ...

 

حتّى على مستوى العلاقات العائلية أو بين الأصدقاء ،أخذت الأزمة بُعدا يليق بعجلة التطور و التكنولوجيا التي نعيشها ...
من منا كما قلت سابقاً لم يخسر صديقاً أو حتّى فرداً من أفراد العائلة، لمجرد الإختلاف في الرؤويا لواقع الأحداث في سوريا ...
فنحن كبرنا و تربينا في بيوتنا على الفردية و تعلّمنا أيضاً معنى و كيّفية نبذ المختلف ،و تفننا بالقدرة على عدم سماع الأخر ، فإما أن تكون أنا أو لا تكون ...

 

وعلى سبيل المثال ،بدأت مؤخرا حملات التنظيف على الفيس بوك أو" Remove"بين الأصدقاء ، وفي أحسن الأحوال التحجيم أو بلغة الفيسبوكيين " limited profile "عدا طبعاً عن السبّ و القدح و التشهير ولوائح العار بين جميع الأطراف، للمندسين و المفعوسين و المهروسين و الموالين و المعارضين  و ما إلى ذلك من تسميات مخترعة خصيصاً للتميز بين من هو معي و من هو ضدي ...

 

أما على مستوى العائلة فهناك من قال أنّه و منذ بداية الأزمة، و العلاقات بينه و بين أخيه شبه منقطعة ، أي أنّهم قاموا بسحب السفراء بين البيتين ، وحتى تدخلات الوالدين لم تشفع بعد في إرجاع العلاقات بين الأخوين الشقيقين ...

إذا فهناك أزمة حقيقية ، و ما يترتب على الأزمات (منطقياً)،هو الإعتراف بها، و من ثم الجلوس على طاولة الحوار لحلّها ...

هذا طبعا إذا سلّمنا بأنّ ما يحدث في سوريا هو أزمة بين عدّة أطراف ،وليس ثورة ...
 

أمّا فيما يخص العنصر الأساسي للحوار،و كما قال باختصار الزعيم الروحي لثوار العالم أرنستو تشي جيفارا :
(( أنا لا اوافق على ما تقول. ولكني سأقف حتى الموت مدافعاًعن حقّك في أن تقول ما تريد ))
 

 

**فإذا كنّا نُطالب بالحريّة و الديمقراطية ،على كلّ طرف إذاً أن يبدأ بها بنفسه ، و يفتح عينيه جيدا ، ليرى أنّ هذا الآخر ، إن لم يكن أخي أو صديقي ، فهو شريكي في محبة وطن ،
رسمت حدوده دمــــــــــــــــــــــاء شهدائـــــــــــــــــــه ..