"على وجع الورد....." - الجزء الخامس

شام إف إم - خاص
يقول الراوي.."ما كدت أنتهي من قراءة الأوراق القليلة التي خطّتها يدها، حتى شعرت بغصّة خانقة جعلت الكلام شبه مستحيل. رحت أفكر كيف عاشت ألمها وعانت من تجريح أنوثتها، وحيدة، بعيدة، وأنا لا أعلم شيئا عن التفاصيل. لم أجرؤ على سؤالها من قبل، كنت فعلاً أخاف كثيراً من طرح السؤال، وأخاف أكثر من الجواب.
عبَرَت في ذاكرتي المرة الأولى التي التقينا فيها بعد جراحتها.. كانت متعبة بل منهكة القوى.. قسمات وجهها كانت تبدو مشدودة ومنتفخة في الوقت ذاته. عندما سألتها عن صحتها، اكتفت بأن أخذت يدي ووضعتها برفق على موضع الجرح الذي كان طازج الالتحام.. ثم تمتمت وكأـنها تحدث نفسها: "لكم حلمت بهذه اللحظة، كنت على يقين بأن على يدك الشفاء... وها قد تحققت المعجزة الآن!! أنت معي.. أشعر بنفسي شفيت...
وصمَتَ كلانا.. طويلاً.. ثم فجأة عادت وانهمرت دموعها غزيرة وبللت يدي.. ثم همست: "هل أحكي لك ما لم أجد القوة لكتابته في هذه الأوراق.. لم أكن أظن أنه في بلد يُقال إنه متحضر يمكن أن يحدث ما حدث لي... كنت قد فهمت من الطبيب الجرّاح أن علاج الأشعة سيبدأ فور التئام الجرح، وعدت إلى البيت بانتظار المرحلة التالية... وانتظرت، وانتظرت .. لكن ما بال هذا الجرح ينزّ وينز؟
يتبع...