"على وجع الورد....." - الجزء السادس

"على وجع الورد....." - الجزء السادس

شام إف إم - خاص 

الحلقة السادسة..

تابعت قائلة...
لقد أصبح جرحي الذي يأبى أن يندمل شغلي الشاغل، علبة الشاش وزجاجة التعقيم وبَكَرة اللاصقات ترافقني من السرير إلى الكنبة قبالة شاشة التلفزيون، وفي فترات لا تتجاوز الساعة كنت أجدني مضطرة لتبديل الضماد الندي، يا الله ما هذا العذاب! أسبوع كامل على هذه الحال ولا بارقة أمل في تحسن ممكن. عقدت العزم والنية على الاتصال بالطبيب الجراح..
ردت السكرتيرة بعصبية ظاهرة ... الو نعم .. قلت أريد التحدث إلى الدكتور "س"..
إنه مشغول، ما ذا تريدين.. قلت: أنا فلانة وقد خضعت لعمل جراحي قبل أسبوعين وللآن ما زال الجرح مفتوحاً...
قالت: آه أنتِ فلانة... هذا طبيعي لأنك بدينة ولهذا السبب لن يلتئم الجرح بسرعة، انتظري أسبوعاً آخر.. وأغلقت الخط في وجهي.. عدت للبكاء بل للنحيب.. يا إلهي .. ما هذه القسوة؟ أي نوع من النساء هذه السكرتيرة؟ لم أسمع من قبل أن البدانة سبب لتأخر الشفاء.
غيرت الضماد، وعدت إلى السرير، وغفوت هرباً من الأفكار السوداء التي راحت تتسلل إلى عقلي وروحي... لا أريد أن أضعف ولكن الوضع مقلق..
لم أدرِ كم من الوقت بقيت في ملكوت النوم العميق لكن عندما صحوت وجدت رداء نومي مبللاً بالكامل في جزئه الأعلى، لم أصدق ما يحدث، تملكني خوف رهيب.. على الفور اتصلت بطبيبتي المعالجة وأخبرتها بالأمر، قالت تعالي حالاً.
في عيادة الطبيبة، أدهشني أنها ارتدت قفازات بلاستيك واقية قبل أن تفحص موضع الجرح بكثير من الحذر. وبدا القلق على ملامحها.. عادت إلى طاولتها وخطت رسالة إلى مختبر التحاليل الطبية الأقرب، وطلبت أن أعود إليها بعد حصولي عل نتائج التحليل..
بعد أقل من ساعتين، عدت وبيدي النتائج... تأملتها وعلى الفور رفعت السماعة واتصلت بالجراح... عاتبته على تصرف سكرتيرته، قبل أن تخبره بأن علاج الأشعة لن يبدأ قبل شهر على الأقل لأن التحليل أظهر وجود جرثومة "ستافلوكوكس أوريوس" أو "العنقودية الذهبية"، والإصابة بها تنجم عن سوء التعقيم في المشافي... 
اكتفت الطبيبة بالقول إن علاج الأشعة سيتأخر قليلاً وكتبت في وصفتها ضرورة خضوعي لعلاج بمضادات حيوية قوية التأثير "أنتيبيوتيك" لمدة شهر قبل اجراء تحليل مخبري جديد..
ودخلت في منعطف جديد من رحلة العلاج الشاقة...
يتبع...