"على وجع الورد....."

شام إف إم - خاص
بمناسبة "الشهر الوردي"!!!!
هذا مقطع من رواية لم تُنجز ويتحدث أحد فصولها عن إصابة البطلة بسرطان الثدي
النص من عام 1998....
حدثتني المرأة المعذبة بسرطانها فقالت:
أدهشني سؤالك عن مرضي، اليوم، وكيف عشته. وكنت قد فسرت عدم سؤالك قبل الآن بنوع من اللامبالاة من جهتك، وفكرت أيضاً بالاحتمال الآخر، ألا وهو نفور الرجل من أمراض المرأة، تلك المتعلقة بأنوثتها بالذات، وهذه ظاهرة كانت قد كلمتني عنها طبيبتي، وذكرت لي حينها أن ستين بالمائة من النساء المصابات بسرطان الثدي، أو الرحم، قد تخلى عنهن رجالهن، مباشرة بعد الجراحة، أو في أثناء العلاجات التي تليها، حتى اللواتي لم يتم لديهن استئصال الرحم أو الثدي "المتسرطن"، وأكدت لي أن هذه الإحصائية أوروبية بحتة...و قد أعاد الأمر إلى ذاكرتي أحد الأمثال الشائعة في مجتمعاتنا العربية:"أهلي بيحبوني غنية وجوزي بيحبني قوية"...أو ربما كان العكس، لم أعد أذكر تماماً، المهم أن لا أحد يقبل بضعفي الصحي أو المادي!!!!
صحيح أدهشني سؤالك، واحترت في الإجابة، فظروف اكتشافي لإصابتي كانت غير مألوفة كما أن سرطان الثدي الذي داهمني كان هورموني المنشأ، مما استدعى علاجات مختلفة في نوعيتها وآثارها عن العلاجات" الكيماوية"، أما بشأن استعدادي للمواجهة، فقد شعرت بضياع تام في أفكاري، للحظات، فما أعرفه عن نفسي هو أنني الهشاشة بعينها، ولا أدري إن كان الأمر ظاهرياً فقط...
الطريف في حالتي أني دخلت غرفة العمليات ولم أكن أعرف ما أنا مقبلة عليه، خلافاً لما يقال عن تعامل الأطباء في الغرب مع مرضاهم من حيث الالتزام بقول الحقيقة أيا كانت، للمريض أولأقاربه أو للمحيطين به.
نعم، أقبلت على الجراحة دون أن أخبر أحدا، فيما عدا والدة صديقي السابق التي أعتبرها بمنزلة أمي، والواقع أنها هي التي كانت مصرة على مرافقتي، في حين كنت أتمنع لعدم قناعتي بخطورة الموضوع.
الطبيبة النسائية التي كانت قد اكتشفت الورم عرضاً، من خلال فحص روتيني، ثم تأكدت منه عن طريق التصوير الشعاعي، لم تخبرني بحقيقة الوضع لمعرفتها بميلي الدائم للاكتئاب، بخاصة أن والدي كان قد توفي قبل أيام قليلة. واستطاعت إقناعي، عند تحويلي إلى الجراح، بأن الأمرلا يعدو كونه مجرد سحب خزعة لفحصها مجهرياً، وأمام إصراري على تأجيل مسألة الجراحة بسبب التزاماتي المهنية المكثفة ، أكدت لي، مخادعة ، بأن الأمر لن يعطلني أكثر من أربع وعشرين ساعة ،أدخل المستشفى صباحاً وأغادر في صباح اليوم التالي، لذا تم تحديد الموعد في يوم إجازتي الأسبوعية، بحيث لا أضطر للتغيب عن العمل، وبالتالي طلب إجازة مرضية.
وهكذا، دخلت المستشفى صباح الثلاثاء 20 مايو.... وعدت إلى عملي بعد هذا التاريخ...بستة شهور!!!!
يتبع..