على وجع الورد.. الجزء الثالث عشر

على وجع الورد.. الجزء الثالث عشر

شام إف إم - خاص

الحلقة الثالثة عشرة...

لا أعرف ما الذي كان يدور في ذهن جارتي، لكن في رأسي تزاحمت الأفكار واختلطت المشاعر.
آلامك وآلامي، كيف تعاطينا معها... أحيانا بكثير من السخرية الذاتية..
تذكرت الآن.. فاتني أن أروي لك هذا المشهد الفكاهي في عيادة طبيبتي، خلال إحدى جلسات المراجعة والمتابعة العلاجية قامت الطبيبة بفحص الجرح، ثم الجلد وتأثير جلسات الأشعة على المساحة الصدرية التي تم تحديدها بحسابات دقيقة وتثبيت هذه الحسابات بواسطة وشم أزرق لثلاث نقط على جلد الصدر تشكل مواقعها مثلثاً يكاد يكون متساوي الأضلاع، ثم أرادت أن تقيس الضغط الدموي، نظرت إلى ذراعي الأيمن ولاحظت أنه منتفخ ومتضخم بشكل لافت، تأملته وقالت: من الآن وصاعداً لا تسمحي بأن يُقاس ضغطك من هذا الذراع الأيمن، ذلك أنه بعد تجريف الغدد اللمفاوية تحت الإبط في هذا الجانب، سيتسرب السائل اللمفاوي إلى الذراع وسينتفخ، وبالتالي سأكتب لك وصفة جلسات تدليك "لمفاوي" للذراع.. لأنه إذا لم يتم علاج الأمر، سيصبح ذراعك الأيمن أضخم بكثير من الأيسر!!
ثم أمسكت بذقني وبدأت تدقق باحثة عن ظهور شعيرات صغيرة في هذا الموضع، وهي تقول: هنالك احتمال كبير في أن تنبت شعيرات كثيرة في وجهك بسبب انحسار الهرمونات الأنثوية، فإذا حدث ذلك فسنلجأ لإزالتها بالليزر.. لا تقلقي!!!
قلت في رد تلقائي: "لن أقلق... بل سأفرح.. لأنني سأتمكن من إيجاد عمل في سيرك عالمي.. المرأة ذات اللحية وصاحبة أضخم ذراع... اتفرج يا سلام..."
هزت الطبيبة رأسها كمن يقول: لا فائدة منك... فعلاً غريبة الأطوار!!
ويبدو أنها لم تلحظ دموعي خلف ابتسامتي الساخرة، فقد تابعت بتوصياتها الصحية المتعلقة بوضعي الحالي وقالت: أنصحك بألا ترتدي بعد الآن حمالات صدرية مزودة بداعمات صلبة.. فهذا مسيء جداً لوضعك...
أرأيت كيف أنني حافظت على "هضامتي" بالرغم من كل شيء؟
 ثم ... ماذا بعد؟ يا الله ... كيف وصلت إلى هنا؟

يتبع...