"على وجع الورد.....".. الجزء الرابع

شام إف إم - خاص
ونتابع في الحلقة الرابعة....
"أمي... قررتُ أن أخفي عنها معاناتي الحالية، لأتركها تتآلف مع وضعها الجديد كأرملة، والدي توفي قبل أسبوعين، ورحيله كان يعني الخلاص بالنسبة لها، الخلاص بعد شهور أمضتها في خدمته كمُقعد، ذي كبرياء جبارة، والخلاص بعد نصف قرن من العيش المشترك في صراع دؤوب ومستمربينهما على.. على لاشيء وكل شيء، على أتفه الأمور وطبعاً على أعقدها.. وكان الذنب دوماً ذنبي ... أوَلست البكر؟ ولولاي لكان الخلاص أدركها أو أدركته، من زمان..
خمسون عاماً، أيضاً، أمضتها سيسيل مع زوجها إميل الذي رحل هو كذلك قبل شهور قليلة، سيسيل الجالسة أمامي، بحنانها، هنا في المقعد قبالة سريري، خمسون عاماً وحبها لرجلها لم يفتر.. روحه ما زالت تؤنس الليالي والأيام في وحدتها..
صحوت من غفوتي الثانية، وعندما فتحت عيني، اقتربت مني سيسيل وأمسكت بيدي قائلة: لقد مر الجرّاح قبل قليل وكنتِ مستغرقة في النوم، سيعود بعد إنهاء جولته على باقي المرضى...
في اللحظة ذاتها، فُتح الباب ودخل البروفسور "س"... كيف حال حلبيتي الصغيرة؟ ابتسمتُ للدعابة وانهمرت دموعي في الوقت ذاته... وهذا أيضاً اختصاص برعتُ في أدائه، رغماً عني: البسمة والدموع في آن معاً... قال: لقد خلصتكِ من كتلتين صغيرتين في الثدي ومن بعض العقد اللمفاوية، أظن أن وزنك قد خف قليلاً... (ابتسم مجدداً، فخوراً بخفة دمّه)..ثم أضاف: تأكدي من أن الجراحة في الثدي لن تترك أي أثر أو ندبة بعد التئام الجرح، الخيوط ستزول تلقائياً...
... وتلقائياً وضعت يدي على صدري وتحسست الجرح.. قال: ستبقين معنا أسبوعاً، وعند التئام الجرح، يبدأ العلاج بالأشعة..
هه... الأشعة؟؟؟ وهل سأفقد شعري؟؟؟؟؟
------------------
يتبع.....