على وجع الورد.. الجزء الرابع عشر

على وجع الورد.. الجزء الرابع عشر

شام إف إم - خاص 

الحلقة الرابعة عشرة وما قبل الأخيرة....

يقول الراوي:
 "... ضبطت نفسي مبتسماً وأنا أقرأ سطور الرسالة وانتبهت إلى أن رأسي كان يهتز موافقاً على أنها لم تفقد حسّها التهكمي حتى في أشد الظروف قسوة... ثم تابعتُ قراءة ما كتبتْ:

 "... لن أطيل عليكَ أكثر من ذلك لكني كنت بشوق للدردشة معك... 
آه أيها الغالي... ماذا أستطيع أن أقول اليوم وقد حدث ما حدث... سأسمح لنفسي بسؤالك: هل يا ترى استفدت من الدرس؟ ولتسمحْ لي بأن أشك في ذلك، إذ تبدو الأمور وكأنك لا زلتَ تأخذ على عاتقك كل هموم الآخرين، بل هموم الدنيا بأسرها، وتنفي ذاتك إلى حد نكرانها. ابتعادك عمن يحبونك، وهروبك لاجئاً إلى النوم لا يحل المشكلة. إذا كنت فعلاً تحب الآخرين، أولئك الذين تريد أن تضحي من أجلهم، بوقتك وصحتك، ستكون أنفع لهم إذا كنت موفور العافية.... امنح نفسك فسحة حقيقية توفر لك بعض المتع التي تملأ روحك بحيوية متجددة، فراحة النفس والجسد لا تقتصر على الهرب من الآخرين باللجوء إلى النوم، تخيّل أنك نبعٌ يتدفق بماء نقي يروي العطشى من حوله...من المؤكد أن هذا النبع سيجفّ وينضب إذا ما ظل معطاءً دون رافد من الأمطار أو السواقي الفرعية، ولا أظن أنك ترضى بأن يجفّ عطاؤك تجاه أحبائك...

قاوم العنف بحب الحياة، مهما كانت قاسية عليك...لا تحارب ذاتك، كما تحارب فصائل الجبهة الواحدة بعضها البعض...لو أن كل إنسان بدأ بالتصالح مع ذاته، قد لا يجد بعد ذلك الرغبة في زج ذاته في صراعات وحروب. ابدأ بنفسك وتصالح مع الطفل القابع بداخلك... لكي يحيا وينضج ويكف عن "مناكفتك" هو بحاجة لأن يأخذ حقوقه، ومن ضمنها حقه في متع الدنيا البسيطة والمتاحة في زمن أعجف، ترجح فيه حالياً كفة البغضاء في ميزان التوازن، لا أقصد متعاً ومباهج باهظة الثمن بالضرورة.

يتبع....