على وجع الورد.. الجزء السابع

على وجع الورد....." الجزء السابع"

شام إف إم - خاص

الحلقة السابعة ..

عاد الراوي متابعاً سرد المشهد الذي عاشه بكل آلامه وآلام المرأة المعذبة بسرطانها، قال: "... بعد دقائق صمت بدت طويلة وثقيلة في وطأتها، كان يخيّل إليّ أنها تنتظر مني أن أقول شيئاً لكن انتابتني حالة جمود، ماذا يمكن أن أقول؟ أي كلمات يمكن أن تواسي كل هذا الألم الذي يرشح من كلماتها؟ إنه ولا شك "الصمت المعذّب" الذي يتردد صداه عند بعض الشعراء وفي عدد من الأغاني الشائعة..

شعرت بيدها تضغط من جديد على يدي المستقرة فوق جرحها... سحبني صوتها من دوامة أفكاري، وسمعتها تتمتم: "طبعاً لن تجد في هذه الأوراق الكثير من التفاصيل عن مرحلة العلاج التي تلت لكن باختصار أستطيع القول إن فرحي باحتفاظي بالشكل الخارجي للثدي (لم أصبح عوراء الثدي مثل ربات الأمازون اللواتي كنَّ بثدي واحد ليتمكّنّ من شد القوس وإطلاق السهام.. على مين يا حسرة!!!)، وكذلك سعادتي بعدم خضوعي لمعالجة "كيماوية" بالمعنى المتعارف عليه، وبالتالي عدم تعرضي لتساقط الشعر وفقدانه، كل هذا حال دون استيعابي لحقيقة مشقات العلاجات الأخرى التي فُرِضت عليّ.

نعم، خلاصي من "الكيماوي" جعلني أجد كل ما تبقى "دح" و"عال العال" في واقع الأمر .. الأشعة أحرقت جلدي، بالرغم من كل الاحتياطات التي اتخذها الأطباء والممرضون.

كنت أقول في نفسي "معلش" طالما أن الأمر غير مرئي للآخرين.

العلاج الهرموني المعاكس الذي كان يهدف إلى زجّي عنوة في مرحلة "اليأس" النسوية التي تخشاها كل امرأة، حطّم مراكز النشاط والحيوية في كياني... خلخل هيكلي العظمي... أصبحتُ لا أطيق الوقوف ولا الجلوس ولا الاتكاء... النوم لم يعد مجدياً، فأياً كان الجنب الذي أنام عليه، لا يلبث الألم أن يجد طريقه إلى "جنبي" وجانبي ويستقر في داخلي.

يتبع....