على وجع الورد.. الجزء العاشر

على وجع الورد.. الجزء العاشر

شام إف إم - خاص

الحلقة العاشرة..

 "... نعم عاد النزيف الدوري كعادته الطبيعية قبل الجراحة والعلاج الدوائي الذي كان يفترض أن يؤدي إلى الحالة الأنثوية "اليائسة"، وكأن شيئا لم يكن!! دهشت الطبيبة مما قرأته في نتائج الفحوص المخبرية، لم تصدق أنه بعد كل ما ابتلعتُه من عقاقير، وكل ما حُقِنته من "عادمات" هورمونية، لا زالت في جسدي قدرة على العطاء الأنثوي!! 
حاولت إقناعها بمعجزة "لمسة يدك"، لكنها ضحكت وقالت: "أنت حرّة في إيمانك بالمعجزات غير أني أنصحك بالكف عن اعتبار ظاهرة "الأنوثة المستديمة" ظاهرة صحية وإيجابية، لأنه في حال استمرارها، فإن جراحنا العزيز، البروفيسور س... سيستدعيك من جديد للمستشفى ليستأصل الرحم، تحسباً من إصابة أخرى طالما أن كميات الأستروجين الزائدة عن اللزوم لديك لا تزال قادرة على تحويل الخلايا العادية إلى خلايا سرطانية.."
طبعا لك أن تتوقع أنه عند ذكر الكلمة المشؤومة طفرت الدموع من عيني، تلقائياً..
ثم تابعت الطبيبة قائلة: "الواقع أني لا أحبذ استئصال الرحم، لكن إذا لزم الأمر.. " 
وبعد لحظة صمت عادت وأضافت: "أنت، حسب علمي، ما تمنيت الإنجاب مطلقاً، لقد سبق وتحدثنا في الموضوع".. 
أجبتها وأنا أضحك وسط دموعي، كالمعتاد، بأني أرفض بإصرار استئصال أي عضو من جسمي بعد الآن، ذلك أن جسداً يتعامل مع المرض بهذه الطريقة، يجب أن يُدرس كظاهرة علمية، لذا قررت أن أهبه للعلم والتبرع به للأبحاث الطبية، وبالتالي لا يصح أن يجده البحاثة فارغاً من الأعضاء عند تشريحه!!!"
ضحكت الطبيبة من قلبها، وأكدت لي أنها، في غرابة أطواري، لم تقابل أحداً بعد..

يتبع...