عمايري يفضح "سيليكون" الرياء الاجتماعي

تنطلق مساء اليوم الخميس عروض مسرحية "سيليكون" لطلاب السنة الرابعة من قسم التمثيل في معهد الفنون المسرحية، التي كتبها وأخرجها الممثل عبد المنعم عمايري.
تتحدث المسرحية عن مجموعة من الأسر محدثة النعمة تلتقي على خشبة المسرح كاشفةً عن زيف المجاملة الاجتماعية وفق مفارقات تتوضح من خلالها مكاشفة مريرة وصادمة بين كل من الأزواج والزوجات على المسرح .
وتميز عمل المخرج منذ اللحظة الأولى بمباغتة جمهوره بصدامية لافتة تخلى عبرها عن كل أشكال المسرح التقليدي بالغاً مساحة مغايرة في تقديم ممثل يمتلك أدواته الفنية عبر أكثر من طريقة معززاً ذلك بما يشبه تصادم الأساليب الفنية على الخشبة مرةً بالتركيز على طاقة الممثلين الكلامية وأخرى في توزيع أدوار خاطفة لجوقة حركية أدارت المشاهد بطرافة قالب الكوميديا الساخرة.
وقال عبد المنعم عمايري مخرج العرض ان شغله على مسرحية سيليكون امتد قرابة الأربعة أشهر من العمل المتواصل على النص وعلى الصيغة الارتجالية الحرة لطالب التمثيل لكن وفق ضبط علمي أكاديمي لفعالية ممثل المسرح في مواجهة الجمهور لافتاً إلى أن هذا النوع من الشغل أتاح له فرصة كبيرة من التجريب على قدرات الطلاب الممثلين للوصول إلى صيغة فنية تتخلى نهائياً عن شروط العرض التقليدي نحو فضاء مسرحي مختلف في دلالاته النصية والجسدية والحركية.
وأوضح عمايري في حديث لوكالة سانا أن التجربة مع طلاب قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية أتاحت له العديد من الخيارات الفنية لما يتمتع به الطلاب من مرونة فكرية ووجدانية عالية مكنته من صياغة عرض مفتوح على زمن بروفة لا منته سواء في التعامل مع الفضاء أو حتى من خلال كتابة مسرحية تتجاوز الفهم القديم عن المسرح نحو فهم معاصر قادر على إعادة كل شيء من جديد وفق تناغم صوتي وجسدي للممثل للوصول إلى تناغم جديد لجسد الممثل المنحوت في الفراغ المسرحي.
وأضاف صاحب مسرحية "فوضى" ان موضوع العرض المأخوذ عن فكرة للفنانة أمل عرفة ساهم في فرش مساحات إبداعية جديدة أمام طالب التمثيل من أجل وهب هذا الطالب فرصته الأولى للتعبير عن مكنوناته وطاقاته في أول مواجهة حقيقية له مع الجمهور حيث ركز من خلال البروفات اليومية على الجانب الحسي والمعرفي والانفعالي لدى هذا الممثل الجديد من أجل دفعه في كل مرة إلى أقصى جهد بشري ممكن.
وبين عمايري أن اعتماده في هذا العرض كان على عدة أساليب إخراجية جاور من خلالها أسلوب الغروتيسك مع أسلوب المسرح الطبيعي الواقعي مبقياً على شبه إضاءة عامة على ممثليه وفق فريقي عمل دبل كاست إضافةً إلى إصراره على أن تكون سينوغرافيا العرض جزءا لا يتجزأ من الخطة الإخراجية للوصول إلى مقترح فني بعيد عن التنميق والمباشرة بالاعتماد على قصائد مختارة للشاعر لقمان ديركي .
وتمكن عرض سيليكون من تحقيق أكبر قدر من اللعب الخلاق بإبرام تنويعات لاتنتهي من مواجهات درامية يكون فيها الممثل وفق حصته المتساوية من هذا اللعب مع الممثل الشريك جوهر العملية المسرحية دون التعويل على فداحة التكنولوجيا أو الإفراط في استخدامها بالتركيز أكثر فأكثر على موهبة طالب التمثيل في كتابة شخصيته على المسرح جنباً إلى جنب مع مخرج العرض وكاتبه.
يذكر أن عرض سيليكون سيفتتح عروضه في الساعة الثامنة غد الخميس على المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق والعرض عن فكرة للفنانة أمل عرفة مخرج مساعد رغد المخلوف استشارة نصية حكيم مرزوقي متابعة درامية أحمد قصار تمثيل كل من: دانة مارديني - مصطفى مصطفى - يزن الخليل - كرم الشعراني - مصطفى سعد الدين - وسام أبو صعب - عيد عزيز- صلاح حنون - أروى العمرين - غفران خضور - روجينا رحمون -نور أحمد - لوريس قزق - حلا رجب .
تصميم الديكور والإكسسوار الدكتورة جمانة جبر ، تصميم الإضاءة ماهر هربش ،تصميم الأزياء زكريا الطيان ، مكياج مريم علي ، كوريوغراف يارا عيد.
شام نيوز - سانا