عمر أبو ليلى.. أشعل ناراً ظنوا أنها انطفأت

عمر أبو ليلى.. أشعل ناراً ظنوا أنها انطفأت

شام إف إم - خاص

«بعد ألف سنة سيقرأ الأطفال العرب الحكاية التالية، إنه في اليوم الحادي عشر من شهر آذار 1978 تمكن أحد عشر رجلاً وامرأة من تأسيس جمهورية فلسطين داخل أتوبيس».

هذه الكلمات التي خطها الشاعر نزار قباني لدلال المغربي ورفاقها، كانت نبوءة جديدة تجسدت بابن التسعة عشر ربيعاً الذي استشهد راسماً خاتمة تليق ببطل فلسطيني افتقدناه طويلاً، بطل جاء من زمن المقاومين الحقيقيين الحافظين للعهد بأن فلسطين باقية وأن شعبها ضارب بجذورها رغم ما مر ويمر من خيبات ونكسات.

وكان الأحد يوم تحركت فلسطين بصورة فتى صوب مدخل مدينة سلفيت في الضفة الغربية حيث مستوطنة أريئيل، فانتفض بكل صور الشهداء وبسكين مطبخ! نعم بسكين مطبخ انقض عمر على أحد جنود الاحتلال وأرداه قتيلا ليستولي على سلاحه ويستقل سيارة ويتوجه بها إلى تجمع اخر للجنود الإسرائيليين المذعورين، ويفتح نيرانه عليهم وعلى تجمع للمستوطنين ليردي حاخام العسكري قتيلاً.

لم يتوقف عمر عند هذا الحد وهو الذي عرف غطرسة هذا العدو وإجرامه بحق أبناء شعبه فدخل إلى مستوطنة بركان، واشتبك مع جنود هناك ثم قرر الانسحاب بعد أصابته في كتفه، ليختفي عن الأنظار ويرتعد كيان الاحتلال بكل ما فيه.

أيام خوف ورعب عاشها الاحتلال وجند خلالها أفضل فرقه الاحترافية في القتل والإجرام للوصول إلى عمر حياً أو ميتاً، وبعد مطاردة ليومين قال عمر كلمته الأخيرة، واشتبك مع القوات الإسرائيلية التي حاصرت المنزل الذي تحصن فيه، وبالسلاح الذي غنمه من جنود العدو أوقع عمر 13 مصاباً في صفوف قاتليه  قبل أن يردوه شهيداً بوابل هائل من الرصاص والقنابل الجبانة والخائفة من فتى فلسطين الأسطورة.

اذا سار الشهيد عمر أبو ليلى على درب الشهيد باسل الاعرج ولم يمت قبل أن يكون نداً، وأي ند يا عمر وانت الذي أذللت جيش العدو وأكعيت قواته النخبوية، وكنت الرجل الرجل في زمن عز فيه الرجال، سيذكرك التاريخ وسيذكر عمليتك البطولية ضد عدو قاتل وغاصب محتل، وسيلحن اسمك مع كل آذان يرفع في المسجد الأقصى وكل جرس يدق في كنيسة القيامة، وسنبلغ أطفالنا أن هذه الأرض المباركة كانت ولا تزال تنجب أبطالا ومقاومين يخطون حرية وطنهم وشعبهم بدمائهم بأروع الملاحم، الوداع عمر أبو ليلى.