عمليات التجميل ...جمال حسب الطلب!

شام نيوز- وجبه موسى
الجمال بمقاييسه المتعارف عليها في العالم لا يعتمد على جمال الوجه فقط ، وإنما جمال الجسم أيضاً، وجمال الوجه هو نتيجة نهائية للعديد من العوامل، منها صحة ونضارة البشرة وتناسق أجزائه من الأنف والخدود والجفون وحتى الحاجبين.
ويمكن إعادة رونق الوجه والبشرة إلى حالتهما الطبيعية الجذابة بواسطة العديد من عمليات جراحه التجميل مثل شد الجفون ، وإزالة الجيوب الدهنية من أسفلها، وكذلك شد الوجه والرقبة، أو جراحة تجميل الأنف، وهناك نوع أبسط من العمليات الجراحية لملء الخدود وأسفل الجفون والشفتين ، مثل حقنها بالدهون المشفوطة من أماكن الجسم المختلفة ، وأيضاً يمكن استعمال أنواع من المواد التي تحقن في أماكن التجاعيد لإزالتها- مثل حقن البوتوكس التي تستخدم للقضاء - بشكل مؤقت على تجاعيد الجبهة.
كما يمكن أعادة تناسق الجسم عن طريق العديد من العمليات التجميلية مثل شفط الدهون وشد الترهلات في أجزاء الجسم المختلفة.
ويعتبر استخدام الليزر من التقنيات الحديثة في جراحات التجميل. و يستخدم الليزر في إزالة الشعر الزائد من أماكن الجسم ، وكذلك في علاج البقع الجلدية وفى إزالة أثار الجروح وشد الوجه .
لذلك فإن جراحة التجميل هي بالأساس ضرورة طبية وعلاجية لا بد منها في كثيرمن الحالات المرضية الناتجة عن الحروق والحوادث وحالات التشوه الخلقي المؤدية لأمراض نفسية واجتماعية تصل إلى حد الانتحار.
في العقدين الثالث والرابع من القرن الماضي زاد الاهتمام بعمليات الجميل بالتزامن مع الثورة الإعلامية التي أحدثتها السينما والتي كرست جزءاً لا يستهان به من حملات الترويج لما أنتج من أفلام تعتمد على الجوانب الجمالية لأبطال تلك الأفلام ، لا بل تعدى ذلك إلى ربط بعض تلك الأفلام بشفتي الممثلة (الفلانية) وصدر هذه أو مؤخرة تلك، ونحولة خصر هذا الرجل أو دقة أنف ذاك، وهكذا دواليك.
وقد تفاقمت هذه الظاهرة و شهدت جراحة التجميل طفرة كبرى في علاقتها مع السينما حينما بدأ الممثلون في الحديث علناً دون استحياء بل بتفاخر عن عمليات التجميل التي أجروها وعن مشاريعهم المستقبلية في إجراء المزيد منها ، وهذه الطلبات اللامحدودة للعاملين في مجال الفن تسببت لاحقاً في نمو ذلك النوع من العمليات، وهذا ما بدا جليا في الآونه الأخيرة مع ظهور الفيديو كليب.
ولكي نبحث في هذا الواقع لابد أن ندرك بعض الحقائق الأولية حسب ما ذكره لشام نيوز الدكتور هيثم الزعوقي
1- إن أي جراحة تجرى على الجسم البشري هي عمل طبي يقبل النجاح والفشل ، وجراحة التجميل هي الأخرى تقبل النجاح والفشل.
2- إن نجاح عملية معينة على يد جراح معين لا يعني بالنتيجة بأنها ستنجح مع مريض آخر بمعنى أن ما يحصل من نجاح أو فشل مع مريض معين لا يعني أن كل مريض سيواجه نفس النتيجة، و ذلك لأن كل جسم بشري له خصوصياته وإن كانت طريقة العمل الجراحي في جميع الأحوال واحدة، فقد تكون النتيجة مختلفة من شخص إلى آخر. والاستجابة هذه تتأثر بالكثير من المواصفات الجسمية والعادات الصحية ومن هنا لابد أن نتيقن من أن نتيجة العملية التي نرجوها مرهونة بعدة عناصر ،أهمها مهارة الجراح واستجابة الجسم ثم الوسيلة العلاجية المستخدمة واتباع التعليمات بعد العملية.
ويضيف جراح التجميل الدكتور هيثم الزعوقي وإن نجاح أي عملية جراحية تجميلية يعتمد على أربعة أركان:
الركن الأول: هو المريض ، الذي تتوافر فيه عناصر نجاح العملية الجراحية من حيث الصحة العامة والخلو من مضادات الاستطباب الجراحي والأمراض المزمنة غير المسيطر عليها طبياً وأن يكون ذلك المريض مطلعاً على نوع العمل الجراحي المقبل عليه، ومطلعاً على البدائل ومحاسن ومساوئ كل منها، ثم اختيار الجراح المؤهل المتمكن من ذلك النوع من الجراحات.
الركن الثاني : وهو الجراح لابد أن يكون متدربا وحاصلا على شهادة اختصاص وتصريح ممارسة المهنة، وأن يكون ملماً بذلك النوع من العمل الجراحي ومتدرباً على القيام به ومدركاً لكل خصائصه ومضاعفاته المحتملة، وأن يناقشها مع المريض قبل الشروع في العمل الجراحي، وإن كانت هنالك علاجات بديلة أو أخف أو أقل خطورة لابد من مناقشتها مع المريض
الركن الثالث : نوع الجراحة . بعد مناقشة جميع البدائل المتاحة لذلك المريض يتم اختيار الأنسب له من حيث إمكانيات الجراح وحالة المريض والمكان الذي ستجرى فيه الجراحة مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف المريض الاجتماعية والوظيفية والمادية .....الخ واختيار الأنسب.
الركن الرابع : المكان الذي ستجري فيه العملية، فمن الأسباب المهمة التي تقي من مضاعفات أي عمل جراحي هو المكان الذي يجري فيه ذلك العمل ، ومواصفات غرفة العمليات لابد أن تتوافر فيها متطلبات إضافية تفوق تلك التي يجب توافرها في غرف العمليات الأخرى ذلك أن جراحة التجميل هي جراحة اختيارية مخطط لها ومجدولة ولابد لها أن تكون ناجحة تماماً والخطأ فيها قد يكون فادحا فلا بد أن تكون الغرفة مجهزة تجهيزاً كاملا، وتحوي كل ما يحتاج إليه الجراح أثناء الجراحة في حالة تعرض لظرف خارج الحسبان. و الأدوية التي تصرف لابد أن تستعمل حسب إرشاد الجراح أو أخصائي التخدير والمحافظة على تناولها بالكمية والكيفية المطلوبة.
نوع وكمية الحركة المسموح بها بعد العملية:
لابد أن تراعى تعليمات فترة النقاهة، ولابد أن تشرح للمريض بالتفاصيل المملة الساعات الأولى بعد العملية ثم الأيام الأولى على درجة من الأهمية تستوجب تواصل مستمر بين المريض والجراح أو الطاقم الطبي ليعرف بأي مستجد بعد العملية.
ومما تقدم نلاحظ بأن نجاح أي عملية جراحية يعتمد على هذه الأركان وللمريض دور مهم في ذلك النجاح، حيث إن العمل الطبي بصورة عامة وجراحة التجميل بصورة خاصة هي شراكة تضامنية حقيقية بين المريض والجراح، وأن نجاحها أيضا يعتمد على الطرفين ولو بنسب متفاوتة و كلاهما مسؤولان ولكل منهما دوره المهم.
الجراحات التكميلية والترميمية:
تعتبر الجراحات التكميلية من الفروع المهمة في جراحة التجميل بشكل عام ، لأنها تعالج التشوهات سواء كانت خلقية أو ناتجة عن حروق أو حوادث أو جراحات سابقة.
ومن أهم العمليات التكميلية:
علاج الحروق على اختلاف درجاتها.
علاج التقصير الجلدي بعد الحروق.
علاج القرح المزمنة.
علاج التشوهات الناتجة عن الحروق.
علاج التشوهات الخلقية عند الأطفال.
إصلاح الشفة الأرنبية.
إصلاح شق سقف الحلق.
الأهمية النفسية والعقلية لجراحات التجميل:
في العصر الحديث بعد ازدياد وسائل التجميل وتقدم الطب التجميلي والتكميلي ، لم تعد جراحات التجميل ترفا، بل أصبحت ضرورة في كثير من الحالات فكم من زوجة طلقت وهي على سرير العلاج جراء إصابتها بحروق شوهتها أثناء تحضيرها الطعام لزوجها، وكم من محاولة انتحار كان سببها التشوه و هناك بعض الناس يعاني من الاكتئاب المزمن بسبب تشوه خلقي قد يؤدي بهم إلى الانطواء والانزواء ، وفي هذه الحالة تعتبر جراحة التجميل هي العلاج النفسي الناجع لذلك ، فما أن يرضى المريض عن ذاته حتى يزيد إقباله على الحياة.
وهكذا ومن حيث المحصلة نرى إن العمليات التجميلية ضرورة حتمية في حالاتها العلاجية وترف في بعض حالاتها الأخرى.