عن الشهداء العائدين فرحاً..

شام إف إم - خاص
يقول الخبر المنتشر على صفحات التواصل الاجتماعي يوم أمس "تم العثور على رفاة الشهيد اللواء محمود خليل درويش قائد اللواء 38 دفاع جوي سابقاً، وقد استشهد بتاريخ 23/3/2013 بمقر اللواء في صيدا بدرعا، بعد معركة وبطولة كبيرة لم يرض الاستسلام بها حتى استشهد، وستتم مراسم التشييع إلى مثواه الأخير في قريته بني عيسى..".
تنشر ابنة الشهيد على صفحتها في الليلة ذاتها، تعليقاً على الخبر المنتظر منذ سنين "ذلك اليوم الذي أُخذت أضلعي وسط الضجيج، وكُسرت دفعة واحدة، وبقي هذا القلب الهش يزاحم كل شيء، اليوم أستعيدها..! يرتبها لي أبي كيفما يعود، بالقوة التي أريد له أن يعود بها، كما لو يعود حياً، اليوم قرر الله أن يتكلم فأحدث عودة الموت بفرح..".
تختصر كلمات الفتاة التي ورثت اسم والدها ولون عينيه، فرح الكون العائد حتى وإن عاد على شكل "رفاة"، تلخص معنى "الفرح الحزين"، وتختصر أيضاً حرقة قلب آلاف البنات والأبناء، الأمهات والآباء، الزوجات والشقيقات والإخوة والأحبة، من لايزالون منتظرين عودةً أو هاتفاً، خبراً أو حتى ضلعاً، ينتظرون تشييعاً أو قبراً يغرسون فيه الرياحين، يزرعون عليه الأزهار ويسقونها..!
تتحدث شقيقة أحد الشهداء -المنتظًر حياً أو شهيداً-، تقول "كان يحبّ أن يرفع علم بلاده بعد كل معركة ويلتقط صورة، وهو الوحيد الذي لم يضمه علم بلاده كباقي الشهداء، ولم تُلتقط له صورةٌ أخيرة، ضنّ الموت عليه وعلينا حتى بهذه!"..
ويقول والد أحد المفقودين في الرقة، بعد سماعه خبر تسليم الجثامين من عين عيسى، يقول الأب وهو في قريته البعيدة "سأسافر إلى الشام وسأجري تحليل الـ DNA ، عسى أن يكون ولدي بين العائدين.. وتقول له الأم المنتظرة: هناك جثامين كثر، قريباً ستجري الدولة لهم هذا التحليل، ويخبروننا، مع أن قلبي يحدثني أن ابني حيّ!"..
يتحدثون في كل بيت عن الشهداء، الشهداء منهم والأحياء، أجمل أبناء هذه الأرض، وأصدق ما فيها، من عين عيسى إلى بني عيسى.. وبين كل بيت وآخر هناك من ينتظر، عودة الفرح حتى لو كان "رفاةً"..