عن كورونا ويونس ورفاقه وخمسة أسئلة

شام إف إم - دمشق
فيديو عفوي تم التقاطه مصادفة، أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، وصار الشرطي "يونس" بطلاً من أبطال أول أيام تطبيق حظر التجول في سوريا، ونموذجاً "للسلطة" التي تنفّذ القانون.
بشكل فكاهي أحياناً، وطريقة جادة أحياناً أخرى، تحول يونس ورفاقه إلى أمثلة لتطبيق القانون، إثر الجدال الذي دار بينهم وبين أحد المخالفين لقانون حظر التجوال، مع التذكير بأنه تم الإفراج عن الشباب الذين تم إيقافهم في اليوم الأول.
في الذاكرة الشعبية للسوريين، العديدُ من الأسماء التي مثّلت "السلطة" مثل المساعد جميل في حكم العدالة، وأبو نادر في ضيعة ضايعة، ويونس في أول أيام حظر التجوال، وجميعهم حظى بمحبة الناس وشعبية كبيرة في الأوساط. في اليوم الثاني، صار يونس الأيقونة التي يتجه الإعلاميون نحوها، ويلتقطون معها صور "سيلفي" وبدا الرجل عفوياً ومبتسماً.
ليس بعيداً عن يونس ورفاقه، وسط هدوء كامل يسود العاصمة السورية، تكسرُ سيارة البلدية إيقاع المدينة، وينشطُ جنودٌ مجهولون بعمليات التنظيف والتعقيم في ساعات الليل والفجر، حتى تستيقظ المدينة في اليوم التالي نظيفة وخالية من القمامة. وبعكس نظافة المدينة، تتسخُ مواقع التواصل الاجتماعي "بقمامة" من نوع آخر، ألا وهي الشائعات التي تملأ هواتفنا المحمولة، وتطبيقاتها المختلفة.
في دمشق، كان "رجلُ القصاع" هو الشخصية الأشهر خلال الساعات الماضية، والشائعات الكثيرة التي لاحقته ولاحقت عائلته.
عشرات الرسائل الصوتية توزّعت بين الناس، وتم تناقلها بشكل سريع وكبير، وتركت خمس أسئلة أجوبتها معروفة!
1- ما الذي سيختلف فيما لو كان هذا الرجلُ ميتاً أو على قيد الحياة بالنسبة لسكان دمشق؟
2- فيما لو كان ميتا (لا سمح الله) هل برأيكم سيتمكن أحد من إخفاء هذا الخبر؟
3- هل إجراءاتنا الوقائية متوقفة على موت أحد؟ أم أنها يجب أن تكون احترازية؟
4- ما الذي سيختلف فيما لو كان عدد الإصابات في دمشق خمسة أو خمسين؟
5- هل ننتظرُ أن يكون هنالك عشرات الإصابات كي نتعامل مع الموضوع بجدية؟
تكثرُ الأسئلة وتتعدد، وتكثرُ الشائعات وتتوزع، لكن الإجابات جميعاً تصبّ في مكان واحد..
مهما كانت الحقائق: مات!.. لم يمت!.. خمسة إصابات!، ستة؟ مئة؟ الجواب الوحيد الذي لا يتم الخلاف عليه، هو أن الخطر يبدأ من الخطوة الأولى خارج المنزل، والأمان، كل الأمان هو داخل البيت!