عندما أصلح السوريون أول طائرة فرنسية!

عندما أصلح السوريون أول طائرة فرنسية!

اقتصادية

الأربعاء,٢٢ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
 
عندما قررت فرنسا احتلال دمشق في العام 1920، لم ترسل فقط جنودها ودباباتها، وإنما أرسلت أيضاً طائراتها العسكرية لتضمن حسم المعركة لصالحها، ولاحقاً لمواجهة ثوار البلاد.
 
كانت تلك هي المرة الثالثة التي يتعرف فيها السوريون على الطائرات، فالأولى كانت في العام 1914 عندما هبطت أول طائرة في حلب ثم في دمشق، والمرة الثانية كانت في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
 
لكن الدولة التي كانت تحاول إخافة وإرهاب السوريين بطائراتها، كانت في مكان ما لا تجد بداً من الاعتراف بخبرات وكفاءات أبناء من تحتلهم.
 
ففي واحدة من أهم حوادث الطيران التي يذكرها تاريخ دمشق، أنه في العام 1934، وبينما كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية تحاول الهبوط في مطار دمشق للتزود بالوقود في طريقها إلى الشرق الأقصى، انكفأ الطيار بطائرته على مقدمتها.
 
في البداية بدا أن الضرر الذي لحق بمقدمة الطائرة لا يمكن إصلاحه، لكن العناصر الفنية السورية استطاعت إصلاح الضرر، وإعادة تجهيز وتعمير الطائرة لتعود إلى حالتها الطبيعية، وتستأنف تالياً رحلتها المقررة باتجاه الشرق الأقصى.
 
إلى جانب تلك الحادثة المشهورة، يروي المؤرخون قصصاً عدة عن مهندسين وفنيين سوريين عملوا في مجال الطيران، واستطاعوا تحقيق نجاحات أسست لنشأة هذا القطاع في سوريا.
 
واليوم، ورغم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على بعض المطارات السورية، والتي لا يمكن تجاهل أو التقليل من حجم ما تسببه من أضرار، إلا أن التحدي الجوهري يكمن في قدرة البلاد على المحافظة على كفاءاتها وخبراتها في مجال الطيران، فهؤلاء من يعود إليهم الفضل باستمرار إقلاع وهبوط طائرات الخطوط الجوية العربية السورية.
 
 
• المعلومات التاريخية من كتاب تاريخ النقل في سورية عام 2006.