"عندما تتقاطع الطرق" معرض فرنسي في دمشق

تحت عنوان عندما تتقاطع الطرق استضافت غاليري قزح بدمشق معرضا لأعمال الفنان الفرنسي فريدريك مونتاني وزوجته الفنانة سيسيل جيرونيمي حيث قدم كل منهما مجموعة لوحات مختلفة في الأسلوب والموضوع.
وركز فريدريك في أعمال معرضه الذي افتتح الجمعة على موضوع المرأة مستخدماً الألوان الذهبية والبقع اللامعة محاولاً أن يضع فيها خلاصة رؤيته الفنية ومهاراته التقنية في إلحاح على التعبيرية مع الاستعانة بالحس الغرافيكي الذي يتقنه بحكم دراسته الأكاديمية لتصميم الغرافيك.
ونقلت وكالة سانا عن مونتاني: منذ ثلاث سنوات بدأت الاشتغال على موضوع المرأة وتحليل المعطيات الفكرية والإيحاءات الممكنة ومنذ سنة تقريباً كان التركيز ينصب على موضوع محدد يدور حول العلاقة التي تربط المرأة بالطبيعة فجعلتهما فكرة واحدة لا يمكن فهم إحداهما دون فهم الآخرى.
وأشار إلى أن الزخرفة العربية الموجودة في لوحاته جاءت بشكل غير مقصود وقال: كثيراً ما كنت أطلع على الفن العربي القديم وأقرأ عنه ويبدو أن هذه القراءات أثرت بشكل غير مباشر علي وانعكست عنصراً إضافياً على أعمالي.
فيما ظهر على أعمال سيسيل التركيز على المكان ومحاولة صياغته بألوان استوحتها بحساسية وشاعرية نتيجة تنقلها بين المدن العربية والمدن الفرنسية لكن هذه الألوان جاءت قوية وصريحة مع غياب للتفاوت المطلوب في درجاتها.
وتقول سيسيل: على الرغم من أننا نرسم معاً ونعرض معاً إلا أن كلا منا يشتغل بأسلوب خاص ومختلف عن الآخر حتى إن معالجتنا لموضوع مشترك تكون مختلفة وتحمل بصمة مغايرة وهذا الأمر يأتي بشكل غير مقصود.
وحول تأثرها بالمكان الذي يبدو واضحاً في لوحاتها أوضحت سيسيل أن المكان ومنذ الطفولة كان محركاً أساسياً في حياتها وبالتالي ولكونها فنانة كان عليها أن تظهر هذا التأثير على لوحاتها ولاسيما أنها تنقلت في أماكن متعددة ولكل منها تأثيره الخاص.
وأشارت سيسيل إلى أن لوحتها تضم الكثير من العناصر الفنية المشتركة بين الشرق والغرب لكونها ابنة مدينة فرنسية تقترب طبيعتها وجغرافيتها من المناطق العربية كالشمس والطبيعة وهذا ما يجعل لوحاتها تحقق فهماً واحداً تقريباً للجمهورين العربي والأوروبي.
من ناحية أخرى رأى سامر قزح مدير صالة قزح للفنون أن كلاً من الفنانين يملك أسلوبه الخاص فأعمال الفنانة سيسيل تشعر المتلقي بأنها فرنسية لأنها متأثرة بمنطقة البريتاين الفرنسية التي تعيش فيها وفي الوقت نفسه اكتسبت من خلال زياراتها إلى سورية وبعض الدول العربية انطباعاتها اللونية والفنية فمزجت بين مدينتها والمدن العربية ولاسيما دمشق مشيراً إلى أن ما يميز أعمالها هو الإحساس بالضوء الموجود في بلادنا وتحريكه لونياً في لوحاتها.
ورأى قزح أن تجربة فريدريك مختلفة كلياً عن زوجته سيسيل ولاسيما أنه يشتغل على موضوع المرأة وقال: إنه يعمل على تحليل هذا الكائن وإمداده بالكثير من الأساليب الفنية التي يتقنها ولاسيما الغرافيك.
يشار إلى أن الفنان فريدريك مونتاني من مواليد باريس 1973 درس العلوم ثم اتجه إلى دراسة الموسيقا كما درس وعمل في مجال التصميم الداخلي ولاسيما فن التعتيق والخداع البصري وأقام العديد من المعارض المشتركة.
والفنانة سيسيل جيرونيمي من مواليد 1970 درست تاريخ الفن في جامعة بو آند بيون كما درست تصميم الغرافيك والزخارف الطباعية الأثرية وتعمل حالياً في مجال الإعلانات في باريس.