عندما يغزو "الجيش الأبيض" العالم.. على الدول الكبرى الرضوخ له!

عندما يغزو "الجيش الأبيض" العالم.. على الدول الكبرى الرضوخ له!

شام إف إم - عبير ديبة

يقول رئيس كوبا وقائد ثورتها فيديل كاسترو: "إن بلدنا لا يلقي القنابل على شعوب أخرى ولا يرسل طائرات لتقصف المدن.. إن بلدنا لا يملك أسلحة نووية ولا كيميائية ولا بيولوجية.. بل إن ما يحفز عشرات الآلاف من العلماء والاطباء في بلدنا هو فكرة إنقاذ الحياة والحفاظ عليها".

على أن هذه البلد التي ترزح تحت وطأة أطول حصار "اقتصادي أميركي" في التاريخ الحديث، تملك -بحسب منظمة الصحة العالمية- أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الأطباء للفرد الواحد مقارنة مع غريمتها "أميركا "، دولة الحرب بامتياز!

يعود ذلك إلى ستينيات القرن الماضي، حين أسست الثورة الكوبية بقيادة كاسترو نظاماً قائماً على الرعاية الصحية والتعليم المجاني... هكذا إذاً بنت كوبا تحالفاتها مع الدول النامية، فأصبح أطباؤها أداة رئيسية من أدوات سياستها الخارجية.. فهي تقوم على مر السنوات بإرسال "جيش الرداء الأبيض" إلى البلدان المنكوبة جراء الكوارث والأوبئة إلى العالم تحت شعار "الدبلوماسية الطبية"، فكان لها دور في مكافحة وباء إيبولا وفي الاستجابة لكارثة زلزال تشيلي وغيرها الكثير.

وحول ذلك يقول استاذ العلاقات الدولية الكوبي أرتورو لوبيز ليفي "أنه ومنذ مطلع القرن، كان هناك حديث عن تفشي وباء عالمي، وقد حضرت كوبا جيشها الأبيض بكامل عتاده استعداداً لذلك".

وبالفعل ها هي تستأنف اليوم إرسال أطبائها إلى العالم وسط تفشي فيروس "كورونا".. إذ أرسلت فرقها الطبية إلى ١٤ دولة منكوبة بينها إيطاليا.

كل ذلك رغم الامتعاض الأميركي الذي لم تستطع أسلحته ولا جيوشه ولا حصاره الاقتصادي في إيقاف زحف "الجيش الكوبي الأبيض" لمواجهة "كورونا".

تلعب كوبا اليوم دوراً عالمياً رئيسيا في مواجهة الفيروس المستجد ف بالإضافة إلى إرسال أطبائها حول العالم، ها هي الصين وإيطاليا وغيرها من الدول تستخدم مضاد الفيروسات "إنترفيرون" الكوبي الصنع، والذي يعد واحداً من الأدوية الناجحة في معالجة هذا الوباء.

بطريقة مأساوية قاسية، يوقف "كورونا" جميع الحروب والأزمات المستعرة رغم أنف كل دول العالم، مفسحاً الطريق للجيوش البيضاء التي تحارب فقط للنجاة بالانسان والحفاظ على حياته.