عنف الأقران ليس مجرد تجاوز عابر

نور درويش - شام إف إم
تخالف كل المشاعر الأبوية والإنسانية، رؤية طفلك يتعرض للعنف والضرب من قبل زملائه في المدرسة، عنف الأقران ليس مجرد تجاوز عابر، بل من الممكن أن يترك آثاراً عميقة على نفسية الطفل وثقته بذاته، أبناؤنا الذين يجب أن تكون أيامهم مليئة بالبراءة والطفولة والفرح يجدون أنفسهم وحيدين مهددين في بيئة لا تزيد إلا من آلامهم واضطهادهم.
بعد انتشار قصة تعرض الطالبة تسنيم للعنف والاعتداءات الجسدية من قبل زميلاتها في المدرسة لتصبح قضية رأي عام، خاصة أن الحادثة وقعت في مكان يفترض أن يكون محصناً للوئام والتسامح وبناء الذات وتهذيب السلوك، ألقت هذه الحادثة الضوء على العديد من الظواهر الشائعة للعنف المدرسي في جميع أشكاله من تنمر وتهديد و تعدٍ لفظي أو جسدي.
هذه الحادثة أصبحت مبعثاً للكثير من الأسئلة كانت في أغلب الأحيان عبارة عن حديث نفسي:
لماذا وصل العنف بين طلاب المدارس إلى هذا الحد؟ ثم من المتسبب في انتشار ظاهرة العنف بين طلاب المدارس الذي يفترض فيهم ان يكونوا على النقيض تماماً؟ وعلى من تقع المسؤولية في وجود مثل هذه الظواهر النفسية بين المراهقين والشباب؟ وإذا كان هذا هو حال الأجيال الناشئة فكيف سيكون المستقبل؟
العنف الطلابي سببه تأثر الطلاب بالأجواء العامة
بدورها قالت الأخصائية والباحثة النفسية الاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان لـ "شام إف إم" إن تبعات الحرب كبيرة على المجتمع والصحة النفسية للأفراد ومن بينها ظاهرة تنامي العنف عند الأطفال الذين تتأثر سلوكياتهم بالأجواء العامة، في وقت لا يملكون القدرة على الفصل بين ما يشاهدون على وسائل التواصل الاجتماعي، والاطلاع على الألعاب الالكترونية غير المراقبة، وبين الواقع؛ فالأطفال الذين يكبرون في بلاد تشهد حروباً تهدد الأكثر عرضة للمشاكل السلوكية، وقد يؤدي تضرر الصحة النفسية والعقلية للأطفال الى خلل وظيفي يعرقل قدرتهم على الدراسة أو الانخراط في العلاقات الاجتماعية وهذه المشاكل تزيد نسبة احتكاكهم السلبي بزملائهم وتولد مشاكل قد تصل إلى الاشتباك العنيف، بالإضافة إلى أن تردي المستوى المعيشي يؤثر بشكل سلبي في تربية الأطفال، كما أن انشغال الأهل في تأمين لقمة العيش يمنعهم من متابعة أولادهم الذين يكبرون دون رقابة أبوية.
من "ضربك اضربه" هل تعد من أسوأ الجمل التي قيلت للطفل؟
وأوضحت شعبان بأن تعرض الطالب للعدوانية أو للتنمر يؤثر على ثقته بنفسه في المجتمع وبين زملائه ويجعله في موقف ضعيف في كل أزمة من الممكن أن يتعرض لها في المستقبل،
لذلك تلعب الأسرة الدور الأكبر في تعزيز ثقة الطفل بنفسه منذ الصغر وأهم الحلول هي فتح حوار دائم بينه وبين والديه، والإفراغ السلبي اليومي لأي طاقة سلبية أو شكوى أو أي مطلب أو مشكلة قد يتعرض لها الطالب في المدرسة وبذلك تكون العائلة على دراية تامة بحياة الطالب، كما يمكنهم التوجه لإدارة المدرسة وتقديم شكوى رسمية في حال تعرض الطالب لأي أذية نفسية حتى لا نصل لمرحلة الأذية الجسدية، وتابعت بأن توصيات الأهل والكادر التدريسي للطلاب يجب أن تكون مستمرة بالابتعاد عن أي بؤرة مشاكل أو فوضى في المدرسة أو حتى أي تجمعات طلابية خارج نطاق المدرسة.