عون: القلق قد يدفع السوريين للعودة إلى لبنان

رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "ما يحدث من تحركات دولية ضد سوريا يدخل في إطار وسائل الضغط عليها"، مدافعًا عن النظام السوري بالقول: "لم أر أن سوريا قامت بإيذاء أحد على حدودها مع تركيا وهي لا تتدخل بأمور أحد لكن في المقابل هم يتدخلون بها وهذا جزء من الضغط عليها خصوصا أن (إصدار) الإصلاحات انتهى" معتبرا أن "المطلوب من سوريا أن ترضخ للمطالب الدولية كقطع العلاقة مع إيران و"حزب الله" و"حماس" والدخول بالمفاوضات مع إسرائيل"
عون، وفي مؤنمر صحافي تلا الإجتماع الدوري لتكتله في الرابية، قال: "إن علاقة تركيا مع اسرائيل لم تتأثر بعد حادثة البحارة (سفينة مافي مرمرة التي اقتحمها جنود إسرائيليون أثناء توجهها ضمن "أسطول الحرية" لكسر الحصار على غزة) وبالتالي اللعبة الدولية واضحة والمشكلة ليست في سوريا"، لافتاً إلى أنه "تمنى على سوريا أن تقوم بالإصلاحات وقد تم فعلاً اقتراح هذه الإصلاحات والتعديلات على الدستور وإصدار قانون الأحزاب وقانون الانتخابات وأصبحت واقعاً من دون اسقطا الرئيس وبالأمس رأيتم ماذا يفعلون في جسر الشغور"، مضيفاً إن "الدول الغربية اليوم تحارب سوريا بدم سوري ويقومون بكل ما يضرب معنويات الشعب السوري، لذلك نحن أقل تأثر من الذي يحصل".
ورأى عون أن "الجيش السوري دخل حماه من دون إطلاق قذيفة واحدة"، معتبراً أن "ما يرد في الإعلام لا أساس له من الصحة"، وقال: "سوريا هادئة ودمشق وحلب وباقي المدن هادئة في حين أنه توجد "شوية" مشاكل في حيّين إثنين في حمص، ونطمئن ألا شيء خطرًا داخل سوريا"، مضيفًا في هذا السياق: "ما هو خطر موجود خارج سوريا مثل الإعلام الذي يخرج علينا بأخبار لا أساس لها، فنحن يهمنا الاستقرار هناك وهذا لمصلحة الشعب السوري لانه هو من يموت، كما أننا هنا (في لبنان) لن نشعر بالراحة إذا كان السوريون غير مرتاحين، وكما دفع القلق سوريا من قبل إلى الدخول للبنان فهذا الأمر ربما يتكرر"، آملاً أن "يعود الوضع في سوريا إلى ما كان عليه من قبل"، مضيفًا: "لو نزل 100 ألف في سوريا "شو بيعملو" مع أعداد الشعب السوري"، ومقترحاً على الشعب السوري "الذهاب إلى الإنتخابات والتعبير عن رأيه عبرها".
وإذ أكّد أنّه "لا يدافع عن النظام إذ إن سوريا ليست بحاجة للدفاع عنها"، طعن عون في صحة ما يرد في وسائل الإعلام عن مقتل ثلاثة آلاف شخص في سوريا حتى الآن، سائلاً: "أي (منظمات) حقوق إنسان وأيّ بطيخ؟ فهؤلاء أجراء، وماذا فعلوا عندما كانت لدينا حرب أهلية في لبنان، وماذا فعلوا في الإنتخابات النيابية الأخيرة؟ لقد راقبوها وتبيّن أنها "حريرية" وتم حينها دفع مليار دولار ضدنا ومن ثم قالوا إن الإنتخابات نزيهة". وتابع: "اليوم روسيا صامتة صمتًا تورطيًا عن المواضيع (المطروحة) في حين أن مصالح الدول ليست معنا، فهم يريدون معسنا"، متهماً في هذا السياق "المنظمات الإرهابية بأنها "هي من ترتكب جرائم القتل في سوريا وليس (أجهزة) الدولة السورية".
وعمّا يؤشّر لإنهيار في الأسواق المالية في أوروبا وأميركا، قال عون: "هذا موجود تاريخياً، فأوّلاً تأتي الأزمة وبعدها تقع الحرب"، مذكرًا أنه "في عام 2001 حصلت حادثة الأبراج (عندما ضربت طائرتان مدنيتان برجي التجارة العالميين في نيويورك وأسقطتهما) وبعدها حصلت الحرب، لكن اليوم لا يوجد حرب بل إن ما يحصل من إضطرابات في المنطقة العربيّة هو جزء من الحرب"، مضيفاً إن "ما يسقط من الأنظمة كان مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن أي نظام (جديد اليوم) لن ينشأ لمصلحة واشنطن، فالشعب العربي يفهم ويدرك أنّ (الرئيس التونسي السابق) زين العابدين بن علي و(الرئيس المصري السابق) حسني مبارك و(الرئيس اليمني) علي عبدالله صالح كانوا جميعاً مع الأميركيين".
وفي ما خص إبلاغ لبنان دوائر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بأنّه لم يتمكن من توقيف المتهمين الأربعة الذين وردت أسماؤهم في مذكرات التوقيف الصادرة عنها في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يورفاقه، علّق عون بالقول: "كنت أنتظر ذلك وهم منذ أكثر من سنة يقولون إنّ القرار الظني سيصدر، والآن صدر هذا القرار ونُشرت الاسماء في الصحف، فكم سيكون "غشيم" من ينتظر من أي من المتهمين أن يحضر ليسلمّوه للمحكمة إذ من الطبيعي أن يتوارى المطلوب". ولدى سؤاله عن المخاوف من أن يقوم (رئيس جبهة النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط بـ"فرط" الأكثرية، أجاب عون: "من يستطيع ان يقوم بلعب اللعبة فليقوم بها، وكل واحد يعمل مصلحته".
في مجال آخر، أعلن عون أنّه "تبيّن بحسب النائب (ابراهيم) كنعان أنّه منذ عام 1996 كان هناك مشروع بناء للسجون وهناك قانون لاصلاحها، وحتى الآن لا يوجد شيء ويستكترون تخفيض السنة السجنيّة كما يكفي رؤية الإهمال الحكومي في حين أنّه "حدّث ولا حرج" عن الطاقة". ولفت إلى أن تكتله بحث القوانين التي ستطرح في مجلس النواب غداً للتصويت عليها ومن هذه القوانين "بناء السجون، ومشروع قانون لانتاج طاقة 700 كيلواط، ومشروع قانون لعودة اللاجئين إلى إسرائيل، والتعويض على المسجونين في سوريا سياسياً وليس للمرتكبين جرائم، وتصحيح فوارق التعويضات التي لم يدفعها (رئيس الحكومة السابق فؤاد) السنيورة، وزيادات رواتب القضاة"، مؤكداً أنه "تم درس جميع هذه القوانين جميعاً مع الاسباب الموجبة".
وختم عون مؤتمره الصحافي بالعودة إلى الملف السوري، فقال رداً على سؤال: "على أميركا أن "تحصّل شنتانها" قبل أن تتحدث عن حقوق الإنسان في سوريا".