عيد آمن في دمشق وغوطتيها!

العيد في دوما.. تصوير: سعد سواس

شام إف إم - خاص
تنفست العاصمة دمشق وغوطتيها الصعداء إلى أن وصلت لعيدها الذي عاشته اليوم ولأول مرة منذ سبع سنوات، عيدٌ مختلفٌ تماماً بكل مقاييسه ومظاهره ومعانيه وحالاته الميدانية والأمنية.
البداية من مدينة دوما عاصمة الغوطة الشرقية، إذ خرج أبناؤها في هذا العيد باتجاه الساحة العامّة، يتأرجحون على أراجيح العيد بدون خوف أو قلق، ويرسمون ابتساماتهم الآمنة مع فرح ليس خجولاً هذه المرة.
إلى جانب وجود عشرات الفعاليات الغذائية والاقتصادية التي سبقت عيد الفطر خلال شهر رمضان، التي ساهمت بتوفير المواد التي حُرمت منها الغوطة خلال سنوات تواجد الفصائل المسلحة، وعاين الكثير من الأطفال ولأول مرة منتجات غذائية محلية لم تكن موجودة من قبل.
ازدحم الطريق اليوم باتجاه الغوطة من دمشق، وزار العديد من العوائل التي تقطن في دمشق أقاربها وعوائلها المتواجدة في الغوطة، وانسحب الحال على بلدات كفربطنا وعربين وأجزاء من مدينة حرستا.
وكان الازدحام أيضاً على الطريق الدولي دمشق حمص من جهة مدينة حرستا، الطريق النظيف والعريض والملون بالأصفر والأبيض، لكن جوانبه ما زالت شاهدة على حدة المعارك وضراوة الحرب التي دارت في الجوار.

الطريق باتجاه اوتستراد حرستا يستغرق أحد عشر دقيقة بالضبط .. مختصراً أكثر من ساعة وربع من الزمن.. لا سيما بعد إزالة حاجز البانوراما وحواجز التجارة وكراجات العباسيين وشارع فارس خوري..

أما صباح اليوم، فقد أزيلت الحواجز والكتل الإسمنتية من جانب فرع الجوية بمنطقة القصاع وفتحت ساحة التحرير بالكامل لينضم هذا الحاجز إلى الحاجز المركزي وسط دمشق في شارع خالد ابن الوليد الذي أزيل هو الآخر، وكذلك حواجز شارع بغداد والمجتهد والعدوي ومشروع دمر ودمر البلد..

بعد أول تفجير إرهابي في دمشق أواخر العام 2011 بدأت حواجز التفتيش.. ووصلت في ذورة الحرب في العام 2015 إلى أكثر من 100 حاجز ونقطة تفتيش.
صباح اليوم.. حزيران 2018.. انتهت الحرب في دمشق.. وباتت المدينة آمنة وتقريباً بعدد قليل جداً من الحواجز..

الحواجز التي رافقت أبناء العاصمة على الحلوة والمرة خلال الحرّ والبرد والقذائف والتفجيرات، وأمسى الكثير من عناصر الحاجز أصدقاء لسكان المنطقة المتواجدين فيها، ومنهم من يتبادل ابتسامته مع المارين والعابرين.
وباتت نقاط علام للاستدلال، فيقول الصديق لصديقه أنتظرك بعد حاجز كذا، وقرب حاجز منطقة كذا، اليوم باتت هذه الذكريات من الماضي.. على أمل ألا تبقى سوى ذكريات من عمر الحرب المنهك في دمشق.