غابات اللاذقية ... تعيش وطأة الحرائق والاستثمار الجائر

تتميز محافظة اللاذقية بغاباتها الكثيفة وحراجها المتعددة الممتدة على مساحات شاسعة تصل إلى 85 ألف هكتار، لكن أخطاراً كثيرة باتت تهددها كالحرائق التي تندلع كل عام (بقصد أو بغير قصد) فتقضي على جزء كبير منها
وأشار المهندس حسان بدور مدير زراعة اللاذقية إلى أن عدد الحرائق التي اندلعت في محافظة اللاذقية خلال صيف العام الحالي بلغت 45 حريقاً التهمت مساحة قدرها 23 هكتاراً كان أكبرها حريق كبانة في منطقة الحفة الذي قضى على 11.5 هكتاراً من أشجار الصنوبر والسنديان وحريق آخر في العيسوية حيث قضى على 57 دونماً إضافة إلى حرائق صغيرة في عدد من مناطق المحافظة تعود أسبابها في الغالب إلى رمي المهملات ومخلفات السياحة ضمن الغابة,والإهمال في استخدام مصادر النار من شواء- دخان ونرجيلة ضمن الغابة, وأيضا حرق مخلفات المحاصيل الزراعية ونواتج التقليم بجوار الغابة في الأوقات الحرجة من السنة, و الأخص عندما تكون الحرارة مرتفعة أيضا من المخاطر التي تهدد غاباتنا القطع الجائر والاحتطاب والرعي الجائر أيضا وتحويل الأراضي الحراجية إلى أراضي زراعية.
لكن مديرية الزراعة وعلى حد قول مديرها اتخذت إجراءات عديدة لدرء خطر الحرائق منها شق طرق حراجية وخطوط نار وفق الإمكانيات المتاحة لتسهيل حركة الآليات والعمال وتطويق منطقة الحرائق وترميم الطرق الحراجية القديمة وتوزيع الآليات الهندسية في مواقع الغابات مع إعطاء الأفضلية للأراضي المجاورة ووضع نظام مناوبات الحراسة على مدار الساعة وإقامة نقاط حراسة في المناطق المحجوبة التي لا تكشفها أبراج المراقبة وتنظيف جوانب الطرقات العامة والمناطق الواقعة تحت شبكات التوتر الكهربائي من أعشاب ونباتات قابلة للاشتعال.
أسباب مجهولة :
تندلع الحرائق في الغابات نتيجة الكثافة النباتية العالية وتشابك الأغصان مع شبكات الكهرباء ووجود طبقة سطحية من الأعشاب والشجيرات التي تزيد من خطورة وسرعة انتشار الحرائق إضافة إلى كل ما سبق افتعال الحرائق من قبل بعض الأشخاص بغرض استثمار الغابات لأغراض تجارية حيث يؤكد المواطن علي ابراهيم أنه رأى أشخاصاً مجهولي الهوية يقومون بحرق بعض الأشجار الحراجية بغرض الاستفادة من فحمها وبيعه للمطاعم وأكمد أنه تقدم بشكاوى عدة مرات دون فائدة
أنواع مهددة بالانقراض:
هنالك غابات تشكل جزءاً من الحراج الطبيعية في الساحل السوري وهي عبارة عن غابات صنوبرية مثل الصنوبر الحلبي والصنوبر البروتي ويوجد العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض مثل ( الزعتر البري ـ الميس ـ الخرنوب ـ الفاوانيا ـ أذناب الخيل ـ التوليب)
وإذا اتجهنا نحو المناطق المرتفعة يمكننا مشاهدة السنديان شبه العذري والصلع والشرد إضافة إلى وجود مجموعات من السرو الطبيعي وتبلغ الحراج السنديانية مرحلة الأوج في مواقع عديدة حول المقامات الدينية حيث ساهمت المعتقدات الدينية والاجتماعية في حماية تلك المواقع.
لكون مناطق الغابات مناطق مفتوحة ذات إمكانيات سياحية طبيعية عالية وبكل ما تشغله من مساحات الغابات الشاسعة إلا أن الاستثمار الحقيقي نحو استراتيجية فاعلة لصناعة السياحية من خلال مقومات هذه الغابات لا يزال يحبو مقارنة بما تم تنفيذه حتى الآن من مشاريع سياحية متواضعة في ظل غياب المستثمر لهذه المقومات من جانب ولغياب ترجمة الاستراتيجيات السياحية من جانب آخر فما يشاهد في هذه الغابات لا يشكل سوى نسبة ضئيلة من خدمات للسائح بينما الاستثمار الفعلي لهذه الغابات لم يتجاوز الحد الأدنى بكثير
شام نيوز- سامي الزرقة