غياب الأمن في ليبيا يعرقل تعافي قطاع النفط

تواجه عودة انتاج النفط الليبي إلى مستوياته قبل الحرب التي شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي الناتو عقبات جديدة فيما تسعى الشركات الاجنبية الراغبة بتقاسم الثروات النفطية الليبية إلى التفاوض حول من سيوفر الامن للعاملين المعرضين للهجمات في الصحراء والمدن التي انتشرت فيها الاسلحة على نطاق واسع إثر الحرب وسرقة مخازن السلاح الليبية.
ونقلت رويترز عن أكبر المتعاقدين الذين يعملون في حقول النفط الليبية قوله ان معظم الشركات الاجنبية لم تحدد اطارا زمنيا بعد لاعادة موظفيها إلى ليبيا وان عددا قليلا منهم تطوع للعودة.
وقال مدير في واحدة من أكبر شركات الخدمات النفطية في ليبيا .. إن العمال الأجانب لن يعودوا قريبا لذا نعتزم الاستعانة في الوقت الحالي بالقوة العاملة الليبية باستثناء عدد قليل من العمالة الاجنبية الذين اختاروا العودة.
بدوره قال كريس بنكيث مستشار صناعة النفط والغاز والمقيم في بريطانيا إنه لم يكن في ليبيا سوق لشركات الأمن العالمية فيما سبق موضحا أنه كان لعمليات النفط والغاز حراس مسلحون لكنهم كانوا من الجيش الليبي أو موظفين في شركات نفط محلية.
وتوقع المدير في شركة الخدمات النفطية الا يعود عدد كبير من الاجانب قبل اذار القادم على أقرب تقدير.
ويزيد الخلاف بين الشركات حول تكاليف حماية مساحات صحراوية واسعة من صعوبة تقييم التهديدات التي تحيق بالعاملين ومن يجب أن يتولى مهمة توفير الامن كما تواجه هذه الشركات مطالب من العمال المهرة بزيادة رواتبهم قبل عودتهم إلى مناطق يغيب عنها الامن.
وفي الوقت الراهن تضخ ليبيا التي تمتلك أكبر احتياطيات من النفط في أفريقيا نحو 500 ألف برميل يوميا وتشك مصادر في صناعة النفط في أن تتمكن سريعا من مضاعفة الانتاج إلى ثلاثة أمثاله ليعود إلى مستوياته قبل الحرب والتي كانت تمثل نحو اثنين بالمئة من الاستهلاك العالمي.
وقبل اندلاع الصراع في ليبيا كانت العمالة الاجنبية تشكل ما يصل إلى ربع العمالة في بعض شركات الخدمات النفطية.
من جهة ثانية نقلت رويترز عن مسؤول بحلف شمال الاطلسي لم تحدد هويته قوله إن الحلف سينهي الاسبوع القادم مهامه في ليبيا بعد سبعة اشهر من بدء عملياته الجوية وقصفه للاراضي الليبية.
كما ذكر مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية أن ممثلي دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" المجتمعين في بروكسل وافقوا رسميا اليوم على انهاء الحملة التي استمرت سبعة اشهر في ليبيا نهاية الشهر الجاري.
وجاء القرار الرسمي بعد يوم من تصويت مجلس الامن الدولي بالاجماع لانهاء التفويض الذي خول بالعمل العسكري في ليبيا.
وكانت طائرات التحالف بدأت هجومها على ليبيا في آذار الماضي ونفذت اكثر من 62 ألف طلعة جوية وقصفت زهاء ستة الاف هدف قتل وجرح على اثرها عشرات الآلاف من المدنيين الليبيين ودمرت البنية التحتية للبلاد بالكامل.
شام نيوز - سانا