غياب برامج talk show على القنوات اللبنانية

للمرة الأولى منذ سنوات تغيب برامج «التوك شو» الفني عن الشاشات اللبنانية. علماً أن هذا النوع من البرامج كان الأكثر متابعة في السنوات الماضية. لكن يبدو أن معادلات أخرى دخلت على خط الإنتاج التلفزيوني اللبناني، بعدما استهلك الضيوف الذين كانوا يظهرون في مثل هذه البرامج حكايتهم و«أسرارهم» في مراحل الطفولة والشباب، وصولاً الى خوض المجال الفني. وأصبح المشاهد يفضل، ربما، المسلسلات المصرية والسورية، على الاستماع الى السير الذاتية المكررة.

ولكن، في المقابل، ثمة من يؤكد وجود أزمة مالية في المحطات التلفزيونية اللبنانية. والأرقام الكبيرة التي يطلبها الكثير من الفنانين مقابل ظهورهم في مثل هذه البرامج، لم تعد متوافرة لدى إدارات المحطات. إذ إن عشرات آلاف الدولارات التي تدفعها بعض القنوات مثل «ام بي سي» و«أبو ظبي» و«دبي تي في» جعلت معظم الفنانين يغالون بأجورهم، ما أدى الى الاستغناء عن «خدماتهم» في شهر رمضان المبارك. وكان تردد أن الزميل نيشان ديروهاروتيونيان في صدد التحضير لبرنامج جديد خلال شهر الصوم، لكن تبين أنه سيبصر النور في الخريف المقبل.

وفي المقابل نلاحظ ان البرامج الحوارية الجماعية منتشرة على الشاشات اللبنانية. فمحطة «ام تي في» تقدم برنامج «في الهوا سوا» في مطعم معلق في وسط بيروت، بعيداً من الاستديوهات. ويستقبل الزميل وسام بريدي مجموعة من السياسيين والفنانين والإعلاميين، في إطار دردشات لا تحتاج الى جهد في الإعداد.

أما «او تي في» فقد اختارت الممثل وسام صباغ في برنامج «احلى جمعة»، ليتولى تقديم جلسة حوارية «خفيفة» مع عدد من ضيوف الفن والإعلام. واللافت هو مشاركة ابنه جاد صباغ، في البرنامج، في إطار كوميدي محبب. كما لم يغب «ميكرو سكوب» الذي يقدمه الزميل روبير فرنجية، عن الخريطة الرمضانية في «أو.تي.في»، إنما بإعداد يتناسب مع شهر رمضان.

كما لم يستغن «تلفزيون لبنان» عن برنامج «مسا النور» الذي يقدمه عبد الغني طليس، رغم أن الأخير كان قد أصدر بياناً يعلن فيه عدم تقديمه البرنامج في رمضان الحالي لضآلة الامكانيات. لكن يبدو أن تغييرات إيجابية حصلت لصالح البرنامج. كما غابت برامج «التوك شو» الفني عن شاشة «الجديد»، حيث اكتفى الزميل طوني خليفة بتقديم برنامج الالعاب «دولارات وسيارات». بينما اختار أن يطل في برنامج حواري بعنوان «بلسان معارضيك» على شاشة «القاهرة والناس».

أما تلفزيون «المستقبل»، فخص المناسبة ببرنامج «هيدا انا» الذي تقدمه الزميلة مايدة ابو جودة، وبرنامج مسابقات «For sale» الذي يستضيف فيه الزميل ميشال قزي، شخصيات معروفة في كافة المجالات، من أجل توزيع الجوائز على الرابحين.

إذاً، اختارت القنوات اللبنانية الابتعاد عن برامج الـ«توك شو» الفني في شهر رمضان، والعودة اليها بعده. إذ من المنتظر عرض أكثر من برنامج من هذا النوع على «ام تي في» و«ال بي سي» و«المستـقبل» في موسم الخريف المقبل.

 

السفير