فارس بيك الخوري .. وجه من الاستقلال

فارس الخوري ... وجه من الاستقلال
1873 - 1962
سهير الذهبي - شام نيوز
فارس الخوري ابن قرية الكفير في قضاء حاصبيا .. المولود عام 1873 ابن يعقوب الخوري وجميدة الفاخوري
تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة القرية في ظل اهتمام شديد من أمه وإصرار منها على تعليمه، ثم في المدرسة الامريكية في صيدا, ولما كان متفوقاً على أقرانه فقد عينه المرسلون الأمريكان معلماً في مدرستهم الابتدائية في زحلة.
كان أستاذه في الحساب الدكتور نجيب الصليبي، من سوق الغرب، الذي اشتهر بمقدرته في الرياضيات، وكان حريصًا أن يُعجِزَ تلميذه فارس في مسائل الحساب، ولكنه لم يقدر, كان يأتيه كل يوم بمسائل رياضية من الكتب الإنكليزية، فيأتيه فارس بحلِّها.
ولم يكن إعجاب أستاذ الرياضيات أكثر من إعجاب أستاذ اللغة العربية, فقد حفظ فارس ألفية ابن مالك لابن عقيل وأرجوزة نار القرى للشيخ ناصيف اليازجي.
دخل فارس الخوري الكلية الانجيلية السورية، التي أطلق عليها فيما بعد الجامعة الامريكية في بيروت, ولكن المرسلين الأمريكان لم يمكنوه من الاستمرار، فقد عينوه من جديد في مدرستهم بقرية مجدل شمس عام 1892، ثم نقلوه إلى صيدا... وفي عام 1894 عاد الى الدراسة في الجامعة الأمريكية وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1897، وهي شهادة عامة دون اختصاص, ثم عمل في التدريس في القسم الاستعدادي كمعلم رياضيات ولغة عربية بناء على طلب من رئيس الجامعة.
دعي فارس الخوري لإدارة المدارس الأرثوذكسية في دمشق، ولإعطاء بعض الدروس في مدرسة تجهيز عنبر (مكتب عنبر). ثم عُين ترجماناً للقنصلية البريطانية ( 1902 – 1908 ).
استمر فارس الخوري في الدراسة والتحصيل العلمي, حيث تعلم اللغتين الفرنسية والتركية من دون معلم، اضافة الى دراسة الحقوق وأيضا من دون معلم, ليعمل في مجال المحاماة بدمشق، اذ تقدم بفحص معادلة الليسانس بالحقوق فنالها. في عام 1908 انتسب الى جمعية الاتحاد والترقي ( جمعية ضباط أترك مناهضة لدولة الخلافة العثمانية ) فكان هذا أول عهده بالسياسة.
لم يكن فارس الخوري مهتما فقط بالدراسة والتدريس والهم الوطني, بل كان أيضا شاعرا واديبا , فقد نظم الشعر الوطني وملأت أشعاره وكتاباته الصحف السورية والمصرية. إلا أن انشغاله في علوم السياسة والاقتصاد والعمل الوطني والقومي والعلمي جعله ينصرف عن الشعر ولا يقوله إلا في المناسبات. واذا كان الشعر والادب خسره, فقد كسبته السياسة والهم الوطني.
في عام 1914 انتخب فارس الخوري نائباً عن دمشق في مجلس المبعوثان العثماني. وفي سنة 1916 سجنه جمال باشا بتهمة التآمر على الدولة العثمانية، لكنه بُرئ ونفي إلى استانبول، حيث مارس التجارة هناك.
عاد فارس الخوري إلى دمشق بعد انفصال سوريا عن الحكم العثماني. وفي عام 1919 اقترح على الامير فيصل تأسيس مجلس شورى فوافق الامير, ليعين عضواً في المجلس، كما سعى فارس مع عدد من رفاقه إلى تأسيس معهد الحقوق العربي، وكان هو أحد أساتذته، كما اشترك في تأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق.
تولى فارس الخوري وزارة المالية في الوزارات الثلاث التي تألفت خلال العهد الفيصلي في سوريا. وعلى إثر الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1920 انصرف الخوري إلى العمل الحر كمحام. ثم انتخب نقيباً للمحامين وبقي في هذا المنصب حتى عام 1926.
عين الخوري ايضا حقوقياً لبلدية دمشق، وأستاذاً في معهد الحقوق العربي الذي كان قد افتتح عام 1919, وعمل فيه بتدريس مادتي أصول المالية وأصول المحاكمات الحقوقية حتى عام 1940.. وكان من تلامذته خالد العظم وسعيد الغزي وعلي الطنطاوي وظافر القاسمي وشبان آخرون كثر تولوا فيما بعد مناصب رفيعة في السياسة والقضاء .
ولفارس الخوري ثلاث مؤلفات في القانون هي: (أصول المحاكمات الحقوقية) و(موجز في علم المالية) و(صك الجزاء).
فارس الخوري وبشهادة من عمل معه كان وطنياً مخلصاً يعشق سوريا, فبعد دخول الفرنسيين دمشق, هرب معظم الوزراء والنواب في حكومة فيصل, ولكن الخوري قال: "نحن أهل البلد, ومن العار أن نتخلى عن مسؤولياتنا قبل أن يأتي من يتسلمها منا حسب الأصول". وهكذا بقي بعضهم حتى نزل الجنرال الفرنسي غورو في قصر المهاجرين في آب 1920 .. وقد أقيمت مأدبةٌ في القصر حضرها وزراء ثاني حكومة شكلها الفيصليون وعدد كبير من وجهاء المدينة.
أخذ غورو القائد الفرنسي يمتدح منظر دمشق وغوطتها أثناء الطعام، ثم أجال نظره في القاعة، وكأنه أراد الاستخفاف بالملك فيصل فقال: "أهذا هو القصر الذي سكنه فيصل؟" فأجابه فارس: "نعم، يا صاحب الفخامة، هذا هو القصر الذي سكنه الملك فيصل، وقد بناه والٍ عثماني اسمه ناظم باشا، ثم حلَّ فيه جمال باشا، ثم الجنرال ألنبي، والآن تحلونه فخامتكم. وجميع من ذكرتُهم أكلنا معهم في نفس القاعة، وكلهم رحلوا، وبقي القصر وبقينا نحن".... سمع الجنرال غورو هذه العبارة فصمت، ووجم كل من كان حول المائدة، ولم ينطق أحد حتى انتهاء المأدبة. وكان الشيخ تاج الدين الحسيني عضو المؤتمر السوري آنذاك – والذي أصبح رئيسا لسوريا في سنوات لاحقة - حاضرا, فقال لفارس بعد الحفلة: "منذ هذا اليوم انتحرت، ولن تقوم لك قائمة مع الفرنسيين", فيجيب فارس: "وأنا أيضًا لم أرغب أن تقوم لي قائمة، وإنما هي معركة ولن تنتهي حتى يرحلوا." وظن السامعون خلال المأدبة بأن الأرض ستنشق وتبتلع فارس الخوري بعد كلامه هذا, فاستدرك أحد الموجودين بقوله: "كلمة فارس بك في غير محلها". لكن الجنرال غورو تظاهر بأنه لم يفهم شيئاً.
بعد ربع قرن على هذه الحادثة, وفي أواخر الحرب العالمية الثانية كان نفوذ الفرنسيين في سورية ولبنان آخذا في الأفول, وكان فارس الخوري رئيسا لمجلس النواب. وصادف أن الشخص الذي قال "كلمة فارس بك في غير محلها" كان أحد النواب في المجلس النيابي, وحدث أن وقف هذا النائب يوماً يخطب ويهاجم الفرنسيين بشدة مطالباً بجلائهم أو إجلائهم مهما كلف الأمر. وبعد انتهاء خطابه اقترب من فارس الخوري سائلاً: "أرجو أن تكون كلمتي في محلها". فأجابه: "ليتها كانت في غير محلها".
أسس فارس الخوري مع عبد الرحمن الشهبندر وعدد من الوطنيين في سورية حزب الشعب رداً على استبداد السلطة الفرنسية... ولما نشأت الثورة الفرنسية عام 1925 اعتقل فارس الخوري وآخرون ونفوا إلى معتقل أرواد.
في عام 1926 تسلم الخوري وزارة المعارف في حكومة الداماد أحمد نامي بك, مع اثنين من الوطنيين هما لطفي الحفار وزيرا للاشغال وحسني البرازي وزيرا للداخلية.
كانت مشاركته في الوزارة على أساس التدهور العسكري للثورة السورية, وفي محاولة لإنهاء الثورة طلب المفوض السامي الفرنسي دوجوفنيل من الداماد أحمد نامي وضع مسودة إعلان موجه الى الثوار يدعوهم فيه الى إلقاء السلاح وقبول الوطنيين المسؤولية الحصرية عنها, الا ان الوزراء الثلاثة الخوري والحفار والبرازي رفضوا التوقيع على الإعلان فاعتقلوا بتهمة العلاقة مع , وأودعوا سجون الحسكة.
بعد انتهاء الثورة وعودته من المنفى عقب العفو الصادر عنه, شارك فارس الخوري وعدد من الوطنيين في تأسيس الكتلة الوطنية ( الحزب السياسي السوري الذي تأسس بعد مؤتمر للزعماء الوطنيين ) والتي تشكلت نواتها عام 1927 , وانضم اليها في وقت مبكر عام 1928, وأصبح نائباً لرئيسها، وهذه الكتلة قادت حركة المعارضة والمقاومة ضد الفرنسيين، وكانت من أكثر الهيئات السياسة توفيقاً وفوزاً مدة تقارب العشرين عاماً.
على أثر الإضراب الستيني الذي عم سوريا عام 1936 للمطالبة بإلغاء الانتداب الفرنسي تم الاتفاق على عقد معاهدة بين سوريا وفرنسا، ويقوم وفد بالمفاوضة لأجلها في باريس، فكان فارس الخوري أحد أعضاء هذا الوفد ونائباً لرئيسه.
انتخب فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1936 ومرة أخرى عام 1943، كما تولى رئاسة مجلس الوزراء السوري ووزيراً للمعارف والداخلية في تشرين أول عام 1944... وكان لتوليه رئاسة السلطة التنفيذية في البلد السوري المسلم وهو رجل مسيحي صدى عظيم فقد جاء في الصحف: "مجيئه إلى رئاسة الوزراء وهو مسيحي بروتستانتي يشكل سابقة في تاريخ سورية الحديث بإسناد السلطة التنفيذية إلى رجل غير مسلم، مما يدل على ما بلغته سورية من النضوج القومي، كما أنه يدل على ما اتصف به رئيس الدولة من حكمة وجدارة).
وقد أعاد تشكيل وزارته ثلاث مرات في ظل تولي شكري القوتلي رئاسة الجمهورية السورية.
كان يـُعـرف عن فارس الخوري أنه كان متجرداً وعميقا في أحكامه ونظرته للأمور ً فكان يقول عن الإسلام أنه دين محقق للعدالة الاجتماعية.. "يمكن تطبيق الإسلام كنظام دون الحاجة للإعلان عنه أنه إسلام... أنا مؤمن بالإسلام وبصلاحه لتنظيم أحوال المجتمع العربي وقوته في الوقوف بوجه كل النظريات الأجنبية مهما بلغ من اعتداد القائمين عليها".
في عام 1945 ترأس فارس الخوري الوفد السوري الذي كُلّف ببحث قضية جلاء الفرنسيين عن سوريا أمام منظمة الأمم المتحدة، التي تم تأسيسها في نفس العام، حيث اشترك الخوري بتوقيع ميثاق الأمم المتحدة نيابة عن سورية كعضو مؤسس.
وقد ألقى الخوري خطبة في المؤتمر المنعقد في دورته الأولى نالت تقدير العالم. حيث أبدى فيها استعداد بلده سورية والدول العربية لتفاهم متبادل، وأظهر تفاؤله في إمكانية تحقيق الفكرة السامية التي تهدف إليها المنظمة العالمية. وبناء على جهوده فقد منحته جامعة كاليفورنيا (الدكتوراه الفخرية) في الخدمة الخارجية اعترافاً بمآثره العظيمة في حقل العلاقات الدولية.
من مواقفه المشهورة أنه دخل إلى الأمم المتحدة بطربوشه الاحمر وبدلته البيضاء الانيقة... قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق, واتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا.. وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون اخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغا... دخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة... فتوجه اليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا ولكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته.. دقيقة، اثنتان، خمسة...
استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك: يا حبيبي، يا روحي، مونامور، مون شيري.. هون محل كرسي بتاع فرنسا، محل كرسي بتاع سوريا هنيك، سيلفوبليه قوم انقلع من هون بدنا نقعد و لكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدء صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: يا .... قوم انقلع يا عربي يا متخلف هون مطرح فرنسا الحرة, ولكن فارس بيك استمر في التحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون... واهتاج المندوب الفرنسي، ولولا حؤول سفراء الامم الاخرى بينه وبين عنق فارس بيك لكان دقه.. وعند الدقيقة الخامسة والعشرين، تنحنح فارس بيك، ووضع ساعته في جيبه، ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه وقال للمندوب الفرنسي: سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا... سوريا استحملت سفالة جنودكم خمسا وعشرين سنة، وآن لها ان تستقل.... في هذه الجلسة ، نالت سوريا استقلالها.
انتخب فارس الخوري عضواً في مجلس الأمن (1947ـ 1948)، وأصبح رئيساً له في آب 1947 .
إضافة الى اهتمامه بسوريا اهتم الخوري بالقضية الفلسطينية، وأكد رفض الدول العربية إقامة دولة لليهود فيها. كما شرح القضية المصرية وطالب بجلاء الإنجليز عن أراضيها، وأكد على السلام العالمي، وحذر من وقوع حرب ذرية مدمرة. ولطالما ضجت هيئة الأمم بخطبه ومناقشاته باللغة الإنجليزية من أجل القضية العربية, وكانت خطبُه قبيل نكبة فلسطين لا تُلقى فقط أمام الهيئات الرسمية الدولية وامام منصات الامم المتحدة, بل كان ايضا يرتجل الخطب أمام الأندية والمعاهد في الولايات المتحدة واوروبا.
عاد فارس الخوري إلى بلاده بعد انتهاء عضوية سورية في مجلس الأمن، وكان قد انتخب رئيساً للمجلس النيابي عام 1947 عندما كان يمثل سورية في مجلس الأمن. ولكن عندما حل هذا المجلس إثر الانقلاب الذي قام به حسني الزعيم ثابر فارس الخوري على عمله في الحقل الدولي، وترأس الوفود السورية إلى هيئة الأمم متابعاً دفاعه عن القضايا العربية.
في عام 1954 طلب رئيس الجمهورية هاشم الاتاسي من فارس الخوري تشكيل حكومة سورية، لكنها لم تستمر سوى أشهر معدودة.
في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي اعتكف فارس الخوري في منزله بدمشق.. يذهب مرة كل عام إلى جنيف ليشترك في جلسات لجنة القانون الدولي التي هو عضو فيها. وأقيمت الوحدة بين سورية ومصر, الا ان فارس الخوري لم يبد رأيا لا بالوحدة ولا بالانفصال.
في 22 شباط 1960 ، أصيب فارس الخوري بكسر في فخذه الأيسر، وكان راقدا في مستشفى السادات بدمشق، حينما منح جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من قبل الرئيس جمال عبد الناصر.
توفي فارس الخوري مساء الثلاثاء 2 كانون الثاني 1962
من قصص فارس الخوري:
- كان فارس الخوري يتنزه في احد الأسواق المصرية فدخل إلى دكان يبيع الطرابيش وكان معروفا عنه لبس الطربوش الأحمر قال للبائع: أريد طربوش, فجلب له البائع اكبر طربوش عنده, سأله فارس الخوري كم ثمنه, قال البائع رقم كبيرا وكان البائع قد عرف أن الشخص الذي أمامه غير مصري.. قال فارس الخوري انه غالي جدا, قال البائع تبرم مصر كلها ما بتلاقي طربوش اكبر من هالطربوش, قال فارس الخوري: تبرم العالم كله ما بتلاقي راس اكبر من هالراس, فنظر البائع إليه وقال له هذا هدية مني لكن أريد أن أتعرف إليك أجاب فارس حضرتي رئيس وزراء سوريا.
- سأله مرة أحد الصحفيين قائلا: لقد عشت حياة طويلة عريضة فما برأيك أهم ثلاث أمور في حياة الإنسان عليه أن يسعى اليها؟ فأجاب فارس الخوري أولا الصحة وثانيا الصحة وثالثا الصحة واليك بهذا المثال,
إذا كنت تتمتع بالصحة سجل لنفسك واحد فقط (1 ) فإذا جاء العلم سجل صفرا أمام الواحد فيصبح الرقم (10 ) إذا ربحت المال زد صفرا على الرقم فيصبح (100 ) وإذا جاء المركز أو الجاه أو الشهرة زد صفرا ثم صفرا ثم صفرا وهكذا حتى يصبح الرقم المليون اسحب الواحد الذي هو الصحة ماذا يبقى؟ مجرد أصفار.. فمجموعة أصفار لا تساوي واحد كما أن مجموعة أغبياء لا يساوون أمة.