فارس قره بيت يرسم الوجوه بتقنية الايقونات

افتتح في صالة تجليات للفنون مساء الأحد معرض الفنان فارس قره بيت تحت عنوان بورتريه ذاتي الذي يضم مجموعة لوحات تصوير زيتية استوحاها من رموز ودلالات الأيقونة.
وقدم الفنان قره بيت في معرضه الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري نحو 25 عملاً تشكيلياً بألوان قريبة من ألوان المناطق السورية واشتغل على إحساسات اللون وعلى إيقاعات النور والعتمة وما تعكسه من إشارات ودلالات في محاولة منه للربط بين المفهوم التراثي والفكري والثقافي لسورية والرؤية الفنية المعاصرة.
ونقلت سانا عن الفنان قره بيت قوله إن مهمة الفنان هي البحث والتجريب والتنقل بين الأنواع الفنية وممارستها فبعد أن اشتغلت على الكاريكاتير والرسوم المتحركة بقيت اللوحة مشروعا مؤجلا وشعرت أنه الوقت المناسب للاشتغال عليه واختباره مضيفا أن المعرض ليس نقلة أو تحولاً إنما هو محاولة لطرح وجهة نظري كفنان مصور.
وأوضح قره بيت انني في هذا المعرض قدمت لوحة البورتريه التي تحمل في الأساس بعداً أيقونياً وفي الوقت نفسه قدمت هذه الأيقونة بطرح معاصر على اعتبار أن الأيقونة ظهرت في الشرق العربي فحاولت إعادة صلة الوصل معها من وجهة نظر فنية وإنسانية في الوقت نفسه.
وأشار قره بيت إلى أنه عمد إلى تطعيم لوحاته بألوان تعبر عن المناطق السورية لتأكيد العلاقة بينها وبين الأيقونة موضحاً أن هناك الكثير من الفنانين السوريين الذين تناولوا هذه العلاقة مثل صفوان داحول ونزار صابور وحمود شنتوت الذين يجمعهم ويربطهم التاريخ الفني لهذه الأرض.
وقال قره بيت إن الرسم التخطيطي الأول لكل الوجوه الموجودة في لوحاته موحد ولكن لا يمكن تحديد تشابه بينها ولاسيما أن اللوحات تم رسمها ضمن زمن متسلسل وضمن حالات متعددة مضيفا من المهم متابعة المعرض المقبل لمعرفة مسار هذه التجربة ومدى نضجها ومستوى الفروقات التي ظهرت.

من جانبه قال الناقد الفني سعد القاسم إنه يمكن للمشاهد في هذه التجربة ملاحظة الرسم الغرافيكي الذي برع فيه قره بيت من خلال استخدامه الألوان وطريقة بناء اللوحة التي تحمل الكثير من التضاد اللوني.
وأضاف القاسم إن انتقال الفنان قره بيت من تجربة الكاريكاتير إلى التصوير لم يكن فجا بل كان انتقالاً سلساً حيث تظهر الحرية الكاملة التي امتلكها فارس في تعامله مع الشكل ولاسيما أن الفنان قره بيت معروف بأمانته على قوة الخط والرسم الواقعي فضلاً عن تميزه برسمه القوي وواقعية أشكاله.
وأوضح القاسم أن قره بيت في هذا المعرض لم يقيد نفسه كما كان يفعل سابقاً في رسم الكاريكاتير فأعطى نفسه حرية أكبر في التعامل مع الأشكال ولاسيما البشرية منها رغم أنه وضعها ضمن مربعات وأشكال هندسية تجعلها على هيئة وحدات متجاورة ومتكاملة وأحياناً متساوية مشيراً إلى أنه رمز لهذه الأشكال أحياناً بتفصيل صغير لإعطائها هالة من القدسية والقيمة المعنوية.
وبين القاسم أن الأسلوب الذي اشتغل عليه قره بيت نموذج مألوف إلى حد ما في الفن التشكيلي السوري وقال إن الكثير من الفنانين السوريين اهتموا بموضوع الوجوه ضمن تشكيلات هندسية وأسلوب قره بيت ينتمي لأحد الأساليب التي ظهرت في الاتجاه التعبيري السوري وهذا ما يجعلها بالنسبة للمتلقي السوري لوحة قريبة ولا يشعر بالبعد عنها عدا أناقتها المرتبطة بأناقته الشخصية وبفن الكاريكاتير الذي يتقنه.

يشار إلى أن الفنان فارس قره بيت من مواليد دمشق 1963 تخرج في كلية الفنون الجميلة قسم الاتصالات البصرية 1986 حصل على الدكتوراه في فلسفة الفن من القاهرة.
أقام قره بيت عدداً كبيراً من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها إضافة إلى مشاركاته في عدة مهرجانات عالمية في مجال الرسوم المتحركة والكاريكاتور ونال عدداً من الجوائز بينها جائزة نادي دبي للصحافة عام 2005.