فراس إبراهيم: لاخلافات مع عائلة محمود درويش

فراس إبراهيم أحمد درويش في عمان

أكد المنتج والممثل السوري فراس إبراهيم أن عائلة الشاعر محمود درويش كانت على علم بكل تفصيل من تفاصيل الاعداد لمسلسل "في حضرة الغياب" الذي كتب السيناريو له الكاتب حسن م يوسف ويخرجه نجدت أنزور.
وقد أنجز المخرج نجدة أنزور تصوير مرحلة طفولة محمود درويش، ويلعب دوره في الطفولة يزن حاج خميس من سورية، وتأكدت مشاركة سلاف فواخرجي في المسلسل بدور ريتا، بينما يلعب دور الراحل ياسر عرفات؛ الممثل زيناتي قدسية، في حين لم يتم الإعلان عن الدور الذي تم إسناده للممثل السوري عابد فهد، ولم يـُعلـَن اسم الممثل الذي سيجسد شخصية الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة، وسيكون العمل من بطولة الممثلة المصرية ميرنا المهندس، فيما اعتذر غسان مسعود عن دور المفكر الراحل إدوار سعيد، وأعلن الممثل فراس ابراهيم اعتذار الممثل المصري نور الشريف عن أداء دور محمود درويش في مرحلة الشيخوخة، وهذا يعني أن فراس سيؤدي شخصية الشاعر الراحل في مختلف مراحلها.

وقال إبراهيم في حوار مع موقع سي إن إن العربية إن التواصل مع عائلة الشاعر الراحل محمود درويش بدأ منذ بدايات الإعلان عن مشروع المسلسل في العام 2008، وذلك عبر السيدة ليانا بدر من مؤسسة محمود درويش، التي أبدت حماسة شديدة للعمل على هذا المشروع، وكنا نرسل لها الحلقات أولاً بأول عبر البريد الإلكتروني لتطـّلع عليها عائلته ممثلةً بأخيه السيد زكي درويش، ثم أتت فكرة الاتصال بالموسيقار اللبناني مارسيل خليفة بما تربطه من علاقة وطيدة مع الشاعر الراحل، وأبدى مارسيل تجاوباً كبيراً مع الفكرة، والتقى بي، وبكاتب السيناريو حسن. م. يوسف عدّة مرات، وزودنا بكرَاس يروي تفاصيل علاقته مع الشاعر الراحل ليكون أحد المراجع الخاصة بكتابة المسلسل، ومضينا قدماً في كتابة السيناريو إلى أن اتصل محامي العائلة السيد جواد بولس بخليفة ونقل إلينا رغبتهم بالالتقاء بي، فوافقت على طلبهم فوراً واشترطت حضور مارسيل، فكان اللقاء في عمـّان قبل الحادث المشؤوم الذي تعرضنا له في طريق العودة إلى دمشق.
وحول تفاصيل اللقاء مع عائلة الشاعر الراحل وأصدقائه في العاصمة الأردنية قال إبراهيم: "كان بانتظارنا في عمّان أحمد درويش شقيق الشاعر الراحل، ومجموعة من أصدقائه بينهم صديقيه المقربين؛ غانم زريقات، وعلي حليلا، واجتمعنا في المكان الذي اعتاد درويش السهر فيه كل ليلة خميس على مدى ثلاثة عشر عاماً، وخلال هذا اللقاء تحدثت مطولاً عن وجهة نظرنا في المشروع، والرسالة التي نريد إيصالها عبر المسلسل، وكان واضحاً خلال هذا اللقاء الحميمي الذي استمر على مدى خمس ساعات تقريباً، أنه يوجد قضايا أو تفاصيل بسيطة في حياة محمود درويش يمكن أن يختلف عليها حتى المقربون منه، لكنهم في النهاية أبدوا حماسة شديدة للمشروع إلى درجة الاحتضان خاصةً من جانب شقيقه أحمد، وصديقيه المقربين، وبعد أن أعطيتهم نسخاً من السيناريو طلبت منهم بوضوح إرسال ما لديهم من ملاحظات على العمل، لنأخذها بعين الاعتبار، حتى لو أدى ذلك إلى توقف التصوير".
وحول نشر بعض الصحف الأخبار حول عدم رضى عائلة درويش عن المسلسل قال إبراهيم: "في الحقيقة استغربت ما نشر مؤخراً، لأنه لم تصلني أية ملاحظات مباشرة من عائلة الشاعر الراحل عن المسلسل أو أصدقائه، فالاتصالات مازالت قائمة بيننا، ولم ترد منهم انتقادات بهذا الخصوص، فخلال فترة وجودي في المشفى تمحورت الاتصالات حول الاطمئنان عن صحتي وصحة الموسيقار مارسيل خليفة بعد الحادث الذي تعرضنا له، وبمجرد قراءتي لما نـُشر في الصحافة بادرت بالاتصال بغانم زريقات، وقال لي حرفياً؛ (تناولت الغذاء البارحة مع أحمد درويش وقال لي بأن القائمين على مسلسل في حضرة الغياب لا يمكن أن يقدموا أكثر مما قدموه)، حتى أن محامي العائلة جواد بولس الذي تردد اسمه في التصريحات  كان من أكثر المتحمسين للمشروع، وأجزمُ بأن كل ما ورد على لسانهم ملفـّق، أو أسيء فهمه على الأقل، لأنه من المستحيل أن يسربوا انتقاداتهم للصحافة قبل أن يعلموني بها، خاصةً أن قنوات الاتصال مفتوحة بيننا على أكثر من صعيد.

وحول المطالب بعدم تأديته دور درويش قال إبراهيم: "حينما يريد أحدهم أياً كان استبعاد ممثل عن أداء دورٍ ما يجب أن يكون لديه القدرة على اتخاذ القرار بهذا الشأن، وهذا من حق أصحاب المشروع والقائمين عليه وحدهم، كما يجب أن يكون تلك الاعتراضات إن وجدت مبنيةً على وجهة نظر مختصين في الدراما، وأتساءل هنا عن المرشح البديل؟...، فلا أعتقد أن هناك ممثلاً عبقرياً وصل إلى المستوى الذي وصلت إليه في التحضير لأداء هذه الشخصية على مدى عامين ونصف تقريباً، وأرى أن ما نقل عن السيد أحمد درويش خارج عن المنطق، ومفبرك، وهدفه النيل مني شخصياً والعمل على إيقاف هذا المشروع، وهذا ما لن يحدث مطلقاً.
إذا نحـّينا تلك الانتقادات جانباً؛ إلى أي حد يثق فراس إبراهيم بقدرته على أداء شخصية محمود درويش؟
بأمانة شديدة كنت قلقاً في البداية من هذا الموضوع، ودرست إمكانية الاستعانة بممثلٍ بديل، ولكنني وبكل ثقة، وبعد تفكيرٍ طويل لم أجد أحداً يمكن أن يحقق مقاربة لهذه الشخصية على مستوى الأداء أكثر مني، وبات الأمر محسوباً بالنسبة لي، ولن أتنازل عن الدور لمصلحة أحد، ولن أُجـّر للمزيد من المهاترات بهذا الخصوص، لأن كل ما يقال عن هذا الموضوع لا يستند إلى منطق تقني أو فني، ولا يتعدى كونه شتيمة".
واعتبر إبراهيم أن "الجهد الأهم هو الذي يصب في خانة الاقتراب من روح محمود درويش، أما الشكل فيأتي في المرتبة الثانية، فإذا كانت الغاية تحقيق الاقتراب من الملامح الشكلية دون العمل على السمات النفسية للشخصية، وطريقة تواصلها مع محيطها يسقط الممثل في فخ الأداء الكاريكاتوري، والتحدي الحقيقي في أن  تنجح في تجسيد الدور وإقناع المتلقي به بغض النظر عن ملامحك الشكلية الأصلية، وهنا يأتي دور مصمم الماكياج المحترف، وهذا ما أبحث عنه حالياً، وأجريت مؤخراً عدة تجارب في هذا المجال مع عدة مصممي ماكياج، وجميعها أعطت نفس النتيجة تقريباً، وحققت ما نسبته 80% من الاقتراب من ملامح محمود درويش.

شام نيوز