فراس دهني:المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي لن تكون ملجأ لأنصاف المواهب

في مقابلةٍ مع الإعلامية هيام حموي ضمن برنامج "بنص الجو" قال المخرج فراس دهني: "أصبح للدراما مؤسسة ترعاها، وهذه المؤسسة قادرة على تفعيل أدواتها، وكوادرها البشرية، وإفساح المجال لأجيال من الشباب ممن لديهم القدرات، أو الخبرات، مما يمكننا من إعطاء أمل لأجيال شابة، وهذا ما نستعد له في الأيام المقبلة"..
وفي حديثه عن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي التي تولها إدارتها منذ شهر آب 2011، قال دهني:"لن تكون هذه المؤسسة عكازاً أو ملجأً لأنصاف الموهوبين، وإنما الهدف منها فعلاً النهوض بالدراما، وهذا لا يعني انتقاء المواهب المتميزة فقط، بل أيضاً رعاية مواهب جديدة، وتطويرها ، بالإضافة إلى البحث عن دراما أفضل في الشكل والمضمون، وتقديم تسهيلات للكوادر الفنية كي تتمكن من الإبداع، وإلا فلن يكون ذلك.. مجال العمل كبير، وإن لم تكن هذه المؤسسة محصنة فسيكتب عليها الفشل مسبقاً وهذا خطير جداً، لأن المؤسسة أمل وحلم".
وحول بوادر الأزمة التي بدأت تلوح في الأفق للدراما السورية قال المخرج فراس دهني: "منذ زمن طويل توقعنا أن تواجه الدراما السورية أزمة في أعوام 2014 و2015 استناداً لبعض المعطيات، لكن الأزمة أتت على نحوٍ أسرع مما توقعناه في نهاية 2011، وهي أزمة أكبر للدراما فيما يتعلق بالتسويق، والمؤسسة ينبغي أن تلعب دورها الذي وجدت من أجله في هذا المجال".
وأضح دهني كلامه بالقول :"موضوع التسويق أساسي بالنسبة للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وهو عصب حياتها لكي تتمكن من الاستمرار، مع أهمية تطوير قوانيننا التسويقية، فيما يتعلق بنسبة الموزع، وما إلى ذلك، كما أن عدم وجود قنوات سورية كافية يسبب مشكلة حقيقية لتطور العمل الدرامي، والدراما يجب أن يكون لها منبر محلي قبل العربي".
وأكد دهني على ضرورة إيجاد شراكات إستراتيجية مع التلفزيون السوري، أو منابر إعلامية محلية، لكي يكون المـُنتج الدرامي محمياً محلياً لاستعادة 70-80% على الأقل من تكلفة إنتاج العمل، وبالتالي نستطيع فرض أسعار جيدة للدراما السورية.
وفي معرض الحديث عن التسويق قال فراس دهني: "إن مساحات عرض الدراما السورية على القنوات العربية خلال الموسم الماضي كانت أقل من المعتاد، وهذا لا يعود فقط لقرار سياسي اتخذته بعض المحطات الخليجية، وإنما لأن الأعمال الخليجية تجاوزت في تعداد إنتاجها الـ 60 عملاً خلال الموسم الماضي، مما أدى للاستغناء عن الدراما السورية، وهناك أسباب تتعلق بالقيمة الفنية للمسلسل السوري".
وحول إستراتيجية المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي في المرحلة المقبلة، قال دهني:"يمكننا أن ننظر إلى المؤسسة كشركة منتجة، ولكنني أراها مركز لحراك ثقافي وفني وفكري، وبالتالي فإن المشاريع التي أطلقناها مؤخراً تظهر أن مجالات العمل توسعت، حيث تنوعت مشاريعنا الإذاعية والتلفزيونية، كما أطلقنا مجموعة من الأفلام القصيرة للشباب، بعد الإعلان عن استقبال مشاريع الشباب التلفزيونية والوثائقية، مع وجود مخرج مشرف يطور هذه المشاريع، وهذا يرسم أحد الخطوط التي تسير بالتوازي مع أعمال المؤسسة".
وأضاف فراس دهني: "هناك أيضاً موضوع الشراكة مع القطاع الخاص لأن الشركات الخاصة هي التي ساهمت في انتشار الدراما السورية خلال الـ 17 عاماً الأخيرة، واستطاعت أن تتجاوز الروتين السائد في القطاع العام، واستطاعت فتح الأسواق، وخلق شراكات مع منابر عرض مهمة نريد الاستفادة منها، كما أن المؤسسة مهمتها دعم كل من يشارك في صناعة الدراما السورية ومنهم شركات الإنتاج، مع وجود معايير منها أن تكون أنتجت أعمالاً حققت احتفاءً نقدياً وجماهيرياً، كما ينبغي أن تتوفر لديها مقدرة مادية للدخول في شراكة بنصف الميزانية، وضمن هذه المعايير استطعنا استقطاب عدد مهم من كبريات شركات الإنتاج السورية".
واعتبر دهني أن مشروع مدينة الإنتاج التلفزيوني بدمشق سيكون من أهم المشاريع في المرحلة المقبلة، وشرح عنه قائلاُ: "استحوذنا على قطعة أرض كبيرة وجميلة جداً بالقرب من العاصمة السورية، وسنقيم عليها مجموعة من الاستوديوهات الداخلية والخارجية معزولة عن العوامل الجوية، والبيئية التي يمكن أن تشوش على بيئة تصوير العمل الفني، والغاية منها أن نخلق بيئة عمل أكثر احترافية، وستتضمن المدينة فنادق ومطاعم، ومعهد عالي للفنون السينمائية والتلفزيونية، ويمكن أن يحقق هذا المشروع الألوف من فرص العمل".
ولا تتوقف مشاريع المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي في المرحلة المقبلة على العاصمة دمشق: "سنعمل على تطوير الإنتاج الدرامي والإذاعي في حلب، كما درسنا إمكانية تأمين عدة عوامل تشجع المنتجين على إعادة الاستثمار في الدراما الحلبية، وأول المشاريع التي حضرنا لها فيلم وثائقي بعنوان (أصل الطرب في حلب)، ويمكن أن نؤسس مكتب في حلب كخطوة أولى، وسنعمل على فتح مكاتب للمؤسسة في حلب واللاذقية والسويداء ودرعا".
كما تناول الحديث مع المخرج فراس دهني مدير المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ما تطمح إليه المؤسسة مستقبلأ في كسر احتكار موسم العرض الرمضاني، والخروج على قاعة الـ 30 حلقة..