فضيحة طبية بمشفى جراحة القلب التابع لجامعة دمشق

أدى استخدام مادة معقمة قبل وبعد العمل الجراحي كبير في مشفى جراحة القلب التابع لجامعة دمشق الى حرق أجساد أحد عشر مريضاً بحروق من الدرجتين الأولى والثانية وتدور بنفس التوقيت شبهة حول دورها في ان تكون احد أسباب وفاة طفل عمره ثلاثة شهور وذلك يشكل فضيحة صحية وإهمال كبير .وقام الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي بزيارة إلى المشفى مساء أمس تفقد خلالها المرضى المصابين بحالات الحروق الناجمة عن سوء استخدام مواد التعقيم الموردة من الشركة الخاصة المتعاقدة مع المشفى والمسؤولة عن تعقيم المرضى قبل العمليات الجراحية وبعدها.

 وطلب الوزير بركات إعطاء الأولوية القصوى لمعالجة المرضى بشكل آني وفوري من خلال تزويد المشفى بطاقم طبي متخصص بمعالجة المرضى المصابين بالحروق وإيلائهم العناية الفائقة مشددا على تطبيق الأنظمة والقوانين بحق الشركة الموردة لمواد التعقيم والتدقيق في اي مخالفة مرتكبة بهذا الشأن ومحاسبة المقصرين بغض النظر عن مواقعهم.

 الجهات المسؤولة سواء بالمشفى أو بالشركة الخاصة متعهدة التعقيم حاولت تبسيط المسألة واعتبرتها عارضة رغم اعتراف شركة التعقيم بالمسؤولية عن الفضيحة إضافة إلى أنها حاولت التهرب من إعطاء الرقم الدقيق لعدد المحروقين من المرضى فالبعض يقول خمسة وآخر ثمانية وثالث أحد عشر!! وهناك محاولات لتخريج المرضى المحروقين بأسرع ما يمكن للتهرب من المسؤولية وطمس معالم الفضيحة.

 هل الحرق سبب الوفاة؟ ‏

 

فقد توفي طفل في مشفى جراحة القلب أمس كانت قد استخدمت المادة المعقمة نفسها على جسده اثر ظهور قيح في الجنب لديه. وأصيب 11 آخرون بحروق من الدرجة الأولى والثانية لكامل الجسم نتيجة استخدام مادة معقمة تستخدم لأول مرة في المشفى وبدون أن تقوم لجنة الإشراف في المشفى على أعمال الشركة بواجبها واختبار وتجريب المادة الجديدة. ‏

 

الطفل الذي توفي أمس الثلاثاء واسمه عوض الشعار في الشهر الثالث من العمر نجحت العملية التي أجريت له في المشفى ، وقال الطبيب الذي أجرى العملية (لتشرين)العملية أجريت منذ عشرين يوماً وهي: إصلاح تشوه قلبي ووضع بطارية وقد نجحت وذلك وفق بيانات الايكو، مشيرا إلى ظهور قيح في الجنب.

من يتحمل المسؤولية؟ ‏

 

والد الطفل الذي حمل ابنه جثة هامدة إلى مدينة حماة قال إنه سوف يتوجه إلى مستشفى حماة الوطني لعرضه على لجنة طبية ولتحديد سبب الوفاة وهل تتحمل شركة التعقيم جزءاً من المسؤولية..؟

مؤكداً أنه لم يتقدم بشكوى في المشفى للكشف عن السبب الحقيقي في وفاة ولده لثقته بأن هذه الشكوى لن تلقى آذاناً صاغية.

المسؤولية على الشركة ‏

 

مدير مشفى جراحة القلب الدكتور مروان شامية قال: إن المادة استخدمت ليوم واحد فقط في 28 تشرين الأول وبعد ظهور حروق على المرضى الذين بلغ عددهم ثمانية وتتراوح أعمارهم بين الأشهر والـ45 عاماً تم إيقاف استخدام المادة فوراً. ‏

مبيناً أن الشركة المعقمة لدى استخدامها المعقم الجديد لم تحصل على موافقة المستشفى بوجود دواء جديد يتم تداوله لأول مرة وأنها استدعت أطباء جلدية وتجميل لمعالجة المرضى المحروقين وعلى حساب الشركة..! ‏

وأوضح الدكتور شامية أن المادة المعقمة والتي قدمتها الشركة المعقمة الخاصة والتي تتعامل مع المشفى منذ عدة سنوات وتستخدم عادة معقم (اوكتي سبت) ولكن عندما استخدم المعقم الجديد لم تعرضه على لجنة الإشراف الطبي في المشفى وأن هذه المادة تطبق على الجروح والأغشية المخاطية وما أدى إلى تلك النتائج وتسببت بحروق المرضى هو استخدام المادة بتركيز عال فوق الحد المسموح والذي لا يتجاوز 10%. ‏

 اعتراف الشركة ‏

من جانبها اعترفت الدكتورة ريم الناقولة ممثلة شركة التعقيم بوجود خطأ من قبل الشركة في استخدام المعقم بنزال كونيم كلورايدا (لمعقم الجديد) رغم أنه نفس مواصفات المعقم (اوكتي سبت) والذي أدى إلى الحروق هو استخدام المادة بتركيز عال وقد استدعت الشركة طبيبة متخصصة بالأمراض الجلدية لتعالج المرضى وعلى حساب الشركة، مشيرة إلى أن الإصابة بالحروق تعرض لها من لديهم حساسية وأن عدد الأشخاص الذين تم تعقيمهم هم خمسة وثلاثون مريضاً أصيب أحدعشر منهم بحروق من الدرجتين الأولى والثانية في حين تعرض البعض الآخر إلى احمرار بسيط في الجلد. ‏

 بركات في مشفى جراحة القلب لتفقد المصابين بالحروق

 

لن نسكت عن المسؤول بالتسبب بحادثة الحروق التي حصلت في مشفى جراحة القلب بدمشق وكذلك وفاة الطفل، سواء إن كانت الشركة الخاصة المسؤولة عن التعقيم أو إدارة المشفى، هذا ما قاله الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي مساء أمس قبل توجهه إلى مشفى جراحة القلب (المواساة) للوقوف على كل تفاصيل القضية، وأضاف ستتم محاسبة المتسبب والمقصر أياً كانت صفته أو عمله.. وأقر وزير التعليم العالي في اتصال هاتفي معه أن إدارة المشفى لم تبلغه بالحادثة التي بدأت فصولها قبل أربعة أيام.. وفور تبلغه بالحادثة كلف معاونه الدكتور نزار ضاهر ومدير المشافي بالوزارة بالتوجه إلى المشفى ومتابعة كل ملابسات القضية.

وقد علمت تشرين أن معاون وزير التعليم العالي ألقى باللائمة وحم?'ل جزءاً من المسؤولية للجنة الإشراف المسؤولة عن التعقيم ومتابعة عمل الشركة وهذه اللجنة تتبع لإدارة المركز، يذكر أيضاً أن العديد من المعنيين بالقضية في مسألة الحروق في المشفى اغلقوا هواتفهم يوم أمس.. وبعضهم تهرب من الإدلاء بأي معلومة. ‏

وفي اتصال هاتفي ثان مع الدكتور نزار ضاهر معاون وزير التعليم العالي قال: نتابع الموضوع بكل تفاصيله وعند استكمال المعلومات سيتم تحويل الموضوع إلى الجهات الرقابية المختصة لتحديد المسؤوليات ومن ثم المحاسبة. ‏

وقد أقر معاون الوزير بتقصير إدارة المشفى في عدم إخبار وزارة التعليم العالي بالحادثة منذ حصولها يوم 28 من الشهر الماضي. ‏

 

سانا