فقرات "القاهرة والناس" الترويجية لتغيير المدينة نحو الأسوأ!!

شعار القناة

تتوالى صور العاصمة المصرية في الإعلان الترويجي الخاص بقناة "القاهرة والناس"، ويصاحبها الصوت المميز لصاحبها طارق نور: "المدينة تتبلور، المدينة تتغير، المدينة تغيرت"... مع هذه العبارة، تخلع فتاة جميلة عباءتها السوداء، لتظهر، متغيرة، بثياب عصرية ونظارة شمسية، تمشي بخطوات واسعة واثقة في ميدان قاهري مشمس.

ليس مؤكداً أن المدينة قد تغيرت فعلاً، ولكن القناة حققت في عامها الثاني نجاحاً أكبر، وعالجت بعض مشكلات العام الماضي، وكان من أبرزها الاقتباس، بل "الاستيلاء" على فقرات كوميدية ودعائية أجنبية، البستها اللهجة المصرية دون أي إبداع خاص.

 أما في العام الحالي، فاستبدلت القناة فقراتها الترفيهية "المسروقة" بفقرات "مصرية"، حاولت فيها إجراء مقارنة بين "القاهرة زمان" و"القاهرة الآن".

المفارقة هنا هي أن نتيجة تلك المقارنة تعكس دائماً صورة سلبية، ما يتناقض والرسالة التي يحاول بثها الاعلان الترويجي "وفتاته العصرية"، ففي الفقرات شبه الكوميدية التي تبثها القناة بين برامجها، يبدو تغير القاهرة شيئاً سلبياً تماماً، لدرجة تقرب الى الكوميديا السوداء.

في إحدى فقرات "القاهرة زمان"، يجلس ضيف برنامج إذاعي قديم، يحكي للمذيع – باللغة الفصحى - أنه أقرض شخصاً مبلغاً من المال عندما التقاه أمام إحدى البنايات وسط القاهرة الخديوية، لكن اتصالاً هاتفياً – فانتازياً بالطبع – يجريه الشخص بالبرنامج، ليكذب فيه الضيف، مؤكداً أنه اقترض منه المال فعلاً، ولكن أمام بناية أخرى! يغضب الضيف، ويتناول طربوشه، وينصرف مؤكداً: "لن أستمر في هذه المهزلة!".

تنتقل الفقرة إلى "القاهرة الآن"، حيث يتبادل ضيفان الاتهامات والشتائم البذيئة أمام الشاشة، ويهددان بعضهما بما يمتلكان من أدلة فاضحة وصور مشينة، وتنتهي الفقرة بمُشاهد يتصل بالبرنامج، طالباً عرض بعض المقاطع الساخنة التي يتحدث عنها الضيفان!

على المنوال نفسه تسير الفقرات الأخرى، فيجلس أب ليتناول غذاءه، وخلفه ابنه المرتعش من غضبه، وتنتهي "فقرة زمان" بتهديد الأب لنجله بأن يرسله إلى "خاله في البلد"، كي يعلّمه الرجولة، أما القاهرة الحالية فيشترك فيها الأب وابنه في لعبة "بلاي ستيشن"...

وتكر السبحة... زوجة "قديمة" تخجل من استدعاء زوجها لها إلى الفراش، فيما توبخ الزوجة "الحديثة" زوجها الذي تظهر على وجهه إمارات الفشل، وتنتهي الفقرة بأن تغطي الزوجة رأس زوجها كالميت، مع أغنية مصاحبة تتحدث عن ضغوط الحياة مخاطبة الزوج: "خليك بقى في الأخوية".

هكذا بدت "القاهرة الآن"... قبيــحة، جـشعة، منحلّة ومكبوتة في آن، مقابل صورة "مثالية" لـ"القاهرة زمان" تتسم بالحياء، والأدب، والأصول و"الرجولة".

 ترى هل هذه هي الصورة التي أرادتـها قناة "القــاهرة والناس"؟ هل هذه هي المدينة التي "تتغير وتتبلور"؟ أم أن الأمر يستند الى ضعف محض في التنسيق بين أصحاب القناة ومؤلفي فقراتها الفنية؟

 

الحياة