فكر قبل أن تتزوج ... !!

 

التأني في قرار الارتباط يعزز فرص نجاح الحياة الزوجية عندما يتزوج الرجل والمرأة يحلم كل منهما بالاستقرار والسعادة، ويتطلع إلى حياة مشتركة في ظل التفاهم المشترك والاحترام المتبادل. إلا أن الحياة الزوجية ليست مجرد أحلام وأمان، وإنما هناك عوامل، تستند إلى طبيعة الرجل والمرأة، وتؤثر في العلاقة وتفتح الطريق إما إلى السعادة أو التعاسة. هناك أناس يتمتعون بالنظرة الثاقبة والقدرة على التحليل وتقدير العواقب، هؤلاء يتوقعون للزواج النجاح أو الفشل إذا ما عرفوا طبائع الشاب وفتاته منذ بداية العلاقة مروراً بالخطبة حتى إتمام الزواج والعيش معاً.

تشير الدراسات الأخيرة إلى أن توقع نجاح الزيجة واستقرار الحياة الزوجية من ناحية أو فشلها والاتجاه نحو الطلاق من ناحية أخرى أمور يمكن توقعها، وإذا درسنا الأمور جيداً وعرفنا طبيعة البداية فسيكون من السهل توقع ما سيحدث بعد ذلك والمثل يقول: «المكتوب من عنوانه».

إن توقع النتائج يمكن أن يتم حتى قبل إتمام الزواج رسمياً وهذا ما تأكد بعد إجراء دراسة بهذا الخصوص، جرت أخيراً على مئة زوج على مدى 13 عاماً. وشملت الدراسة أحوال كل زوجين قبل الزواج وأثناء الزواج (وخارج الزواج أيضاً بالنسبة للبعض). وتناولت الدراسة كذلك العوامل والوسائل التي تتسبب في ظهور الشقاق وتؤدي إلى الطلاق.

نقاط الضعف التي تشمل في الأساس وجود قصور في مهارات التواصل لا تظل هي السبب المؤدي إلى الطلاق على طول الخط، ويرجع السبب إلى أن الإنسان كائن متطور قادر على التغير إذا استدعى الأمر، وكان لديه استعداد والرغبة الذاتية في التكيف.

النقطة الحساسة التي ينبغي الاهتمام بها منذ البداية هي أن كثيراً من الأزواج لا يهتم بجوانب القصور أو نقاط الضعف، إلا بعد استفحالها وتفاقم الوضع، وعلينا منذ البداية، محاولة دعم الرابطة المقدسة بكشف الأخطاء والتعرّف إلى السلبيات بكل صدق وصراحة دون خجل من مواجهتها، وعلينا أن نعقد النية على تحديد طبيعتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإصلاحها والارتقاء بأساسيات العلاقة لمصلحة الطرفين معاً.

إن تأخير العلاج يعمل على تدهور الأوضاع السيئة ومن المؤسف ما يلاحظه الباحثون من أن إجراءات الطلاق تحدث بسرعة، في الوقت ذاته يبدأ فيه الكثير من الأزواج والزوجات بالتفكير في إيجاد علاج للمشكلات الزوجية.

هنا تبقى الإجراءات التي يمكن اتخاذها فيما يتعلق بإيجاد الحلول للمشكلات الزوجية قبل أن تتفاقم الأوضاع ويطرق الزوجين أبواب الطلاق.

 

التواصل ومناقشة المشكلة بروح المودة

التواصل مسألة بالغة الأهمية بالنسبة للزوجين، والمسألة لا تتعلق بنوعية الخلاف وإنما بطريقة تناوله، وينبغي المحافظة على عنصر الاحترام وقيام أحد الطرفين بمناقشة الطرف الآخر ليس كغريم أو منافس وإنما كشريك محبوب، وينبغي ألا تنفلت الأعصاب أو يهبط المستوى إلى حد التراشق بالكلمات غير اللائقة. ولوحظ أن الذين يتبعون أساليب التواصل المحترم تدوم زيجاتهم لعشرات السنين وحتى نهاية العمر لأنهم يتجنبون الزاوية الحرجة.

كما أن هناك نقطة حساسة ينبغي مراعاتها وهي ضرورة استخدام التعبيرات المهذبة بالإضافة إلى عبارات الإطراء والمديح حتى وقت الخلاف والشعور بالاستياء، والمعروف أن للكلمة الجميلة تأثير السحر في النفوس (في مختلف الأوقات والظروف).

 

 

الشعور بأن الزواج علاقة مقدسة ومسؤولية كبيرة

لا بد أن يكون لدى الرجل والمرأة شعور بقدسية الزواج واحترام العلاقة المقدسة واستعداد تام لتحمل مسؤولياتها، وهذا الشعور لا يتولد فقط عقب عقد القران والزواج وإنما أيضاً قبل ذلك، وعلى كل من الرجل والمرأة منذ البداية معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف في الذات، والعمل على الاستفادة من نقاط القوة وعلاج نقاط الضعف! حتى قبل الخطبة، وعلى الرجل أن يعرف بأن عروسه – أثناء الخطبة تلاحظ تصرفاته، وكيف يتعامل مع الناس-، وكيف يخاطب النادل في الكازينو أو المطعم، كما أنها ترى ردة فعله عندما تشكو إليه قائلة إنها قلقة أو خائفة.

لهذا السبب ينبغي على الرجل والمرأة اتباع المعاملة الإنسانية والاهتمام باحتياجات الطرف الآخر وتقدير ظروفه والتعاون معه وإشراكه في أمور الأسرة واستشارته إذا لزم الأمر.

وإذا كان هناك نقطة سلبية في شريك أو شريكة الحياة فإن من الأفضل الإشارة إليها بلباقة ولياقة مع محاولة إيجاد علاج لها يرضي الطرفين دون عصبية أو توجيه اتهامات، وعلى كل من الطرفين أن يعلم أن الخطأ شيء بشري ونسيان الإساءة مكرمة خلقية. وليس هناك إنسان كامل على وجه الأرض.

 

جريدة الوطن