فلسطينيو 48 يسخرون من الاحتلال ومن أنفسهم !

يسخر فلسطينيو عام 1948 من وضعهم كمواطنين في دولة قائمة على إلغائهم، وقد وصل للمرة الأولى مسلسل كوميدي يقوم ببطولته ممثلون من فلسطينيي 48 ويعرض في وقت الذروة ويتناول الضيق المتبادل بين اليهود والعرب في "إسرائيل". في وقت عرضت في الناصرة مسرحية "دولة الضحيكة" التي تسخر من واقع فلسطينيي 48 من خلال لوحات منفصلة. وهو ما أثار ردود فعل متفاويتة بين رافض لهذه السخرية ومؤيد لها.


عامل عربي

 

"عامل عربي" هو أول مسلسل تلفزيوني يقوم ببطولته ممثلون من فلسطينيي 48 ويعرض في وقت ذروة مشاهدة التلفزيون ويتناول الضيق المتبادل بين اليهود والعرب في إسرائيل. وذكر سعيد قشوع مؤلف المسلسل انه أراد أن يكشف أزمة الهوية التي يعاني منها عرب اسرائيل.
وقال قشوع لتلفزيون رويترز 'ممكن المشاهد العربي يحس شوية مهدد في الاول بداية من المسلسل لانه عادة التلفزيون الاسرائيلي بشكل عام جدا جدا يميني بالمواضيع الأكيد السياسية.. بس باتأمل انه عملنا شيء جديد يعني ومختلف'. واضاف ان أي عمل درامي عن التمييز ضد العرب كان سيصيب المشاهدين بالملل وان الفكاهة توصل الرسالة بقدر أكبر من الفعالية.
وشاهد ما يزيد على نصف مليون اسرائيلي مساء السبت (11 سبتمبر) الممثل أمجد عليان بطل مسلسل (عامل عربي) يؤدي شخصية رجل عربي في مجتمع يهيمن عليه اليهود الاسرائيليون. وأمجد صحافي يعمل في تغطية الشؤون الفلسطينية في صحيفة اسرائيلية ويحاول ان يتكيف مع المجتمع اليهودي. واتهمت بعض الصحف التي يصدرها عرب اسرائيل المسلسل بترسيخ الصور النمطية السلبية لعرب اسرائيل في التلفزيون الاسرائيلي. الا ان بعض عرب اسرائيل الذين يشكلون زهاء 20 في المئة من السكان عبروا عن سعادتهم لأن المسلسل يقدم شخصيات فلسطينية تتحدث باللغة العربية في وقت ذروة مشاهدة التلفزيون في إسرائيل.
وقال رجل من عرب اسرائيل يدعى فراس الخطيب 'يعني بعد 60 عاما مما اسميه تهميشا للعرب داخل القنوات الاسرائيلية يبدأ الانفراج بما معناه كيف يسمونه المنتجون. يبدأ الانفراج من ناحية التسالي والستيرة (السخرية). وبرأيي بدون فهم الواقع بشكل جيد لا يمكن ان نصنع ستيرة ولا يمكن ان نصنع تسالي'. وذكرت صحافية من عرب اسرائيل تدعى مقبولة ناصر ان المسلسل نجح في اختراق الحواجز الثقافية واجتذاب المشاهدين العرب للتلفزيون الاسرائيلي. لكنها اضافت ان البرامج والمسلسلات الاسرائيلية ما زالت تشوبها عيوب كثيرة.
وأضافت مقبولة ناصر لتلفزيون رويترز 'انا اعتقد ان المسلسل جيد. سعيد قشوع انسان موهوب جدا أدخل فيه مضامين.. مضامين جيدة جدا. ولكن مشكلتي هي ليس فقط مع هذا المسلسل انما مع كل مجمل الاعلام العبري والطريقة التي يعرض بها العرب. لن يكون هذا المسلسل شهادة براءة للاعلام العبري تجاه العرب لان ما تبقى .. اذا كان هناك أشياء جيدة.. ما تبقى سيئ جدا'.

 

دولة الضحيكة

من جانب آخر تأخذك مسرحية "ابيض واسود" العرض الكوميدي الناقم كما سماه المؤلفون الى طلعات ونزلات في حياة عرب 48 والى صولات وجولات في تصرفات قيادات الداخل وصحوات وغفوات عند الجماهير، فمسرحية "ابيض اسود" (انتاج مسرح "انسمبل –الفرنج" في الناصرة) المبنية على سكتشات منفصلة الاحداث لكنها مترابطة يجمعها انها ممكن ان تحصل او حصلت في بلدة عربية عبارة عن عرض كوميدي ناقم وناقد ليس فقط للاحتلال انما للواقعين تحت الاحتلال ايضا.
المسرحية التي سيكون عرضها الخامس يوم الاثنين المقبل 6/9/2010 في مسرح الميدان الساعة الثامنة والنصف تتناول العديد من القضايا الشعبية المحلية ،اجتماعية-سياسية، التي تمس حياة الناس اليومية مثل هدم البيوت، السلطات المحلية العربية، الملاحقات السياسية، اطلاق النار في الاعراس، العنف المستشري في مجتمعنا، الطوش العمومية، شرف العائلة وسياسة "الوجهنة" للمؤسسة الاسرائيلية، وهي كلها مبنية بالاساس على قصص واقعية من تأليف الثلاثي المسرحي الفلسطيني "دولة الضحيكة" نضال بدارنة ووسيم خير وحسن طه.

انت فَصّل واحنا منلبس ابو جواد..

نقد السلطات المحلية العربية حاضر بقوة وبأكثر من مشهد في المسرحية من خلال رئيس المجلس "ابو جواد" ومعاونيه "ابو الرائد" و"ابو السامح"، حيث يدور احد المشاهد حول قدوم وزير اسرائيلي الى القرية ويبدأون بالتحضير لاستقباله بتنظيف البلد وتحضير الولائم وبنحت تمثال لحمامة ترمز للسلام، والقصة واقعية حصلت في قرية البقيعة قبل عدة سنوات،.. ماذا سوف يحصل تحت الحمامة عندما يأتي الوزير الاسرائيلي..؟ ومن سوف يجلس على الحمامة..؟

دار ابو شمالة ودار ابو كبدة..

مشهد اخر ياخذنا الى الطوش العائلية والعمومية في البلدات العربية يتطرق الى العصبية العائلية وانعكاساتها على الشباب العربي، فماذا سوف يحصل للحلاق الذي لديه زبائن من "دار ابو شمالة" و "دار ابو كبدة" العائلتين المتخاصمتين على قضية ما يسمى "شرف العائلة"..؟

خناقة فتح وحماس..

خلال البرنامج الاذاعي على الراديو يتصل شخص من الجمهور ليقول رأيه في "خناقة" فتح وحماس، فما هو رأي "افلسطينيي 48" في الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني..؟
ونقل موقع عرب 48 الالكتروني عن الفنان نضال بدارنة: " يُعتبر عرض "ابيض اسود" من المسرح الفقير فهو من دون ديكور يعتمد بالاساس على الممثلين، كما ويمكن عرضه في اي مكان وليس فقط في المسارح.. فنحن كانت لنا عروض في ساحات والشوارع والاحراش، وهذا امر هام في اعتقادي خصوصا وان الثقافة المسرحية متدنية في مجتمعنا فقلائل من يخرج من بيته لكي يشاهد مسرح.. لذلك عرضنا على استعداد ان يذهب الى الناس في القرى والمدن العربية ويصل اليهم خصوصا وانه يتحدث عنهم عن حياتنا نحن الفلسطينيون في اسرائيل".
ويضيف بدارنة" في اعتقادنا اذا اردنا ان نرفع مستوى الثقافة المسرحية لدينا يجب ان يصل المسرح الى الناس ويتحدث معهم وعنهم وعن مشاكلهم وهمومهم، فلو بادرنا الى مشروع على امتداد سنة كاملة بتنظيم عرض كل يوم في بلدة عربية عندها سوف نرى كيف سوف تاتي الناس الى المسارح وتشاهد اعمال مسرحية وعلى مستوى عال".
اما الفنان وسيم خير فيرى انه يجب ان نبدأ بتسمية الاشياء بمسمياتها اذ يقول "لا نستطيع ان ننتقد الاحتلال ولا نقوم ايضا بنقد انفسنا، فعلينا ايضا تقع مسؤولية وفي كثير من الاحيان كبيرة جدا"، ويشير خير الى الصعوبات التي يواجهها الفنان في فلسطين المحتلة عام 1948 من قلة الدعم وشحة الميزانيات خصوصا اذا كنت فنانا فلسطينيا ملتزما لا تتعامل مع مؤسسات وجمعيات صهيونية و" كونك تريد ان تكون مستقلا.. مش تابع لحدا" على حد قوله، " ومن هنا اتت فكرة تشكيل "دولة الضحيكة" ثلاثي مسرحي فلسطيني مستقل".

شام نيوز- رويترز- موقع عرب 48