فنانة أمريكية تعرض أعمالها التشكيلية في صالة مصطفى علي

 

افتتحت الفنانة الأمريكية جيل روان معرضها لفن السيراميك في صالة مصطفى علي والذي ضم ثلاثة عشر من آخر إبداعاتها التي اشتغلت عليها منذ بداية العام الحالي ضمن رؤية جديدة للتعامل مع هذه المادة ضمن صيغة تشكيلية تعزز البعد الثالث وتوازن بين الكتلة والفراغ.

واستطاعت هذه الفنانة أن تمزج بين الزخارف العربية الملتزمة بثنائية الأبعاد وبين انزياح عن سطح اللوحة باتجاه البعد الثالث إما عبر النفور خارج السطح عن طريق أخذ وحدات زخرفية ووضعها على سماكات من عجينة السيراميك وبالتالي الانتقال من الرصف الأفقي للزخارف إلى مستوى آخر يضع مسارات مختلفة أمام عين المتلقي وفق السماكات وألوان الزخارف.

ويتجلى البعد الثالث أيضاً من خلال صياغة كتل من السيراميك لها توازناتها الدقيقة بين الكتلة والفراغ فمثلاً قامت روان بتركيب مجموعة من الحروف المصنوعة من السيراميك فوق بعضها لا على التعيين ما نتج عنها كتلة متماسكة من الأبجديات اللاتينية لها جمالياتها المعاصرة باللون "البيج" وأيضاً هناك تكوين كروي الشكل باللونين الأبيض والأسود مفرغ من الداخل وفيه فراغات تأخذ بعداً لونياً عبر مقارنتها مع القطع البيضاء المجاورة لها.

وتعتمد هذه الفنانة الأمريكية على تكوين الزخارف على سطح اللوحة حيث أن نتؤاتها المختلفة تشكل كلمات مثل /بليز.. رجاءً/ أو/سوري.. آسف/أي أن الزخرفة تأتي بمثابة أبجديات من نوع مختلف وكأنها تحاول أن تجعل من الأبجدية كتلة تشكيلية ومن عناصر التشكيل مكوناً أبجدياً ضمن حوار تشكيلي لفن السيراميك الذي طوعته روان لخدمة رؤيتها الخاصة.

وتقترب خياراتها اللونية في العديد من التكوينات من ألوان زخارف المغرب العربي التي تعتمد الأزرق والأصفر والخطوط السوداء وبالمقابل فإنها تميل في لوحات أخرى إلى استخدام ألوان محايدة كالرمادي أو "البيج" أو الأبيض مفسحة المجال نحو تشكيلات معاصرة ترتكز على التكوين وتهتم به أكثر من اهتمامها بالألوان كمفردة تشكيلية.

ويتميز الشغل في هذا المعرض بالاعتماد على عدة خامات ابتداء من الخزف والجص والخشب إضافة إلى استخدام مجموعة من الألوان ابتداء من ألوان الإكريليك إلى الألوان المائية مروراً بالورق الملون في اللوحات التي عرضتها روان كمشاريع مبدئية لأعمالها قبل إنجازها بصيغتها الخزفية.

يذكر أن روان خريجة أكاديمية كرانبروك بولاية ميتشيغن ونالت درجة الماجستير في الفنون الجميلة باختصاص السيراميك في نيسان عام 2010 وقامت بدراسات فنية خاصة بالشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية بالقاهرة كما شغلت منصب مدرس مساعد ضمن مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق في زيارة لها عام 2010 وحازت جائزة التمييز من كلية سانت اولاف عام 2007.

 

سانا