فورد: سأواصل زياراتي للمدن السورية والمعارضة السورية بدأ ينفذ صبرها

قال السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي"، إن "الشارع يمكن أن يطيح بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعاً بالإصلاحات" حسب تعبيره وأضاف "لم أرَ أي إشارة ملموسة على الأرض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الإصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون".

ودعا فورد الرئيس بشار الأسد إلى ما اسماه "اتخاذ القرار الصعب"، مؤكدا انه لن يتوقف "عن التنقل في مختلف أنحاء البلاد للقاء السوريين".

وأشار فورد أن الحث لبدء الإصلاحات لا يأتي من قلق أميركي بل من ما اسماه "نفاذ صبر المعارضة السورية نفسها".

وقال فورد "ان الأمر لا يتعلق بالاميركيين بل بطريقة الحكومة السورية في التعامل مع شعبها"، مشددا على ان المسألة "في الحقيقة مسألة تفاعل سوريين مع سوريين، وقال: "أنا شيء هامشي خارج الساحة. فأنا لست بتلك الأهمية" ، على حد تعبيره.

 واعرب فورد عن اعتقاده بأن الوضع في سوريا أكثر ديناميكية بكثير مما يبدو في الظاهر. وبالمقارنة مع اشهر قليلة قبل اليوم فان المعارضة شهدت توسعا كبيرا في صفوفها وتحسنا كبيرا في تنظيمها، وابدت شجاعة استثنائية وبقيت سلمية في الأساس.

 وقال ان من اسباب اختياره حماة للقيام بزيارته "ان اهل حماة خلال الشهرين الماضيين حرصوا بشكل واضح على تفادي العنف". واشار فورد الى انه خلال تجواله في حماة رأى نحو 12 مبنى حكوميا بلا حراسة وشباكين فقط تحطم زجاجهما في احد هذه المباني.

وأكد فورد ان الشعب السوري كسر حاجز الخوف وان السوريين الآن يتكلمون بحرية أكبر. وقال ان سوريا تتغير وعلى الحكومة ان تدرك ذلك وتستجيب.

ورفض فورد مرارا الحديث بالملموس عن طرح مطالب سياسية محددة قائلا "ان هذا ليس قرارا اميركيا. وما لن نفعله هو ادعاء الحديث باسمهم. فهو قادرون على التعبير عن أنفسهم بأنفسهم".

 

وحين سُئل فورد متى يتجاوز عنف النظام السوري الخط الأحمر ومتى يصبح الانتقال السلمي متعذرا بسبب تمادي النظام في قمعه وتنكيله قال السفير الاميركي "ان هذا ليس سؤالا يُطرح على الاميركيين بل على المعارضة السورية ، التي فيها الكثير من العناصر الصلبة". واضاف: "التقيت بما يكفي منهم وصدقوني انهم أشد بأسا بكثير من أي أحد في واشنطن بوست او مجلس الشيوخ الاميركي. انهم يعرفون على وجه الدقة ما يفعلون. وقد تحدثتُ مع اشخاص نُكبوا بأفراد من عائلاتهم قُتلوا أو سجنوا. ولا شيء يشحذ الذهن كهذا".

ونفى فورد انه قبل زيارة حماة كان اسير سفارته لا يستطيع التواصل مع أحد. وقال انه على العكس من ذلك كان يتواصل مع الحكومة السورية ومع اوساط مهمة من المجتمع السوري مثل قطاع الأعمال. ولكن خطر الانتقام العنيف وترهيب السوريين الذين يلتقون بمسولين اميركيين خطر حقيقي واعترف بأن البعض يرفض الدعوات خوفا منذ لك.

وقال عدة مسؤولين في الادارة الاميركية لمجلة فورين بولسي ان فورد يعتبر من أهم مصادر معلوماتهم لتقييم الوضع في سوريا. وهذا أحد الأسباب الأساسية لاعتقادهم بأن بقاءه ضروري حتى قبل زيارته لمدينة حماة التي اقنعت غالبية منتقدي فورد بأهميته.

واكد السفير الاميركي انه لن يحد من نشاطه رضوخا للضغوط الرسمية. وقال انه لا يستطيع ان يتوقف مشيرا الى ان الرئيس اوباما اصدر توجيها واضحا يقول فيه ان مثل هذا التحرك صائب اخلاقيا. واضاف انه يعتزم القيام بزيارات أخرى في انحاء سوريا والاستمرار في لقاء اكبر عدد ممكن من السوريين والمطالبة بفتح الفضاء السياسي ولجم عنف النظام. واستبعد ان تستدعيه ادارة اوباما من دمشق ، وليس لديه ما يشير الى طرده بقرار من الحكومة السورية.

ويرى فورد ان دوره في الوقت الحاضر يملي عليه ان يعمل ما بوسعه من اجل فتح فضاء سياسي للشعب السوري كي يطرح مطالبه بالحريات السياسية وكبح جماح الجهاز الأمني الذي يتحرك بلا حسيب أو رقيب ، واجراء انتقال سياسي ذي معنى. وأكد السفير الاميركي ان الولايات المتحدة لا تدعم أي حركة معارضة أو شخصية محدَّدة في سوريا ولا تضع ثقلها وراء مشروع محدَّد لعملية الانتقال مشيرا الى ان مثل هذا الموقف سيكون تكرارا للأخطاء التي ارتكبتها ادارة بوش في العراق عام 2004. وقال ان العملية "يجب ان تسير بسرعة سورية وليس بسرعة تُحدد في واشنطن أو لندن أو بروكسل".

وقال السفير الاميركي في دمشق ان الهدف هو ايجاد فضاء للسياسة الحقيقية وحرية التعبير بعيدا عن التهديد بالعنف. وامتنع فورد عن القول عما إذا كانت مثل هذه الحصيلة ممكنة مع بقاء نظام الأسد في السلطة. وشدد فورد مرارا على ان الشعب السوري هو الذي يقرر ذلك في نهاية المطاف وليس الولايات المتحدة. ولكن مجلة فورين بولس لاحظت ان الحفاظ على هذا الموقف المتوازن سيزداد صعوبة مع تصاعد لهجة الادارة الاميركية وافعالها.