فوز البيروفي ماريو فارغاس يوسا بنوبل للآداب لعام 2010

أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا بجائزة نوبل للآداب 2010. بعد ـن حامت الاحتمالات لهذا العام حول الشاعر السوري أدونيس والروائية الجزائرية آسيا جبار.
وفاز يوسا بالجائزة الأرفع أدبياً على مستوى العالم بروايتيه «شيطنات الطفلة الخبيثة» و«مديح زوجة الأب»
ورواية «شيطنات الطفلة الخبيثة» ترجمها إلى العربية صالح علماني وصدرت عن منشورات المدى وهي رواية عن الحب، وخيالات العشاق، ولكنها رواية تأملية في التاريخ وفعله، في حركة الإنسان ومسيرته الحياتية. أي ذلك الصراع بين أحلام الفرد وواقعه، بين الكائن والممكن، وبين إرادة الذهاب إلى أبعد وحتميات القدر، أو التاريخ، أو القوى الكبرى التي تفعل فعلها فينا، ولا نملك أمامها إلا المقاومة حيناً، أو الاستسلام حيناً آخر.
أما رواية مديح زوجة الأب فقد نقلها إلى العربي المترجم الفلسطيني صلاح صلاح وصدرت عن دار الانتشار العربي في بيروت.
وكانت دمشق قد استضافت يوسا في الرابع عشر من حزيران 2006 حيث ألقى في مركز سعيد رضا للمؤتمرات بجامعة دمشق محاضرة عن الأدب في أمريكا اللاتينية. حيث قال يومها: أعتقد أن الأدب يجب أن يعبر عن جميع نواحي الخبرة الإنسانية، فكل ما هو موجود في الحياة يجب أن يكون جزءاً من الأدب والرواية. والسياسة لها تأثير كبير على الناس ولا يمكن للأدب أن يتجاهلها.
وأشار يوسا في محاضرته إلى الحكم العسكري في دول أمريكا اللاتينية الذي فرض على الأدب الواقعية التشريحية، ومعاناة الشعوب نتيجة ديكتاتورية هذه الأنظمة.
ولد يوسا بمدينة (أركيبا) عام 1936.عمل في الصحافة اليومية مصححاً ثم مراسلاً، وكان ينوي التفرغ للصحافة، لكن أسرته أجبرته على دراسة الحقوق.
دخل المعترك السياسي أثناء دراسته الجامعية في (جامعة سان ماركو) البيرو، وانضم إلى الفرع الطلابي السري للحزب الشيوعي البيروفي. وبفضل الحزب وتجربته في الأكاديمية العسكرية تعرّف يوسا على البيرو الحقيقية،وكذلك أنعشت الثورة الكوبية آماله عام 1960، وجعلته أكثر ثورية. فهذه الثورة كانت تمثل نوعاً من التغيير للمجتمعات السائدة في تلك المرحلة والتي كانت تحوى فوارق اجتماعية عالية جداً.
درس يوسا الأدب والقانون، وحصل على منحة دراسية في إسبانيا عام 1958، وفي عام 1965 قام بجولة على العديد من دول أوربا الغربية، فعاش في كل من باريس ولندن وبرشلونة. وكان مرشحاً لرئاسة البيرو عام 1990. حصل على جوائز أدبية مرموقة، منها جائزة (ثربانتس) أهم جائزة للناطقين بالإسبانية.
من أشهر أعماله
أول قصة له هي (مدينة الكلاب). عام 1963، وآخر قصة (الطفلة غير الهادئة). ومن رواياته الشهيرة: (حفلة التيس)، (امتداح الخالة)، (ليتوما في جبال الأنديز)، (الجبل الأخضر)، (رسائل إلى روائي شاب)، (الفردوس على الناصية الأخرى)، (ذاكرة شكسبير)، (سمكة في الماء)، (اليوتوبا العتيقة)، (مديح زوجة الأب). وقد بلغت أعماله أكثر من 39 عملاً أدبياً بين رواية وقصة. ترجم الأستاذ صالح علماني بعضها إلى اللغة العربية.
فقد حصلت تغييرات جذرية في الكثير من دول أمريكا اللاتينية في الخمسينيات من القرن الماضي، وحكمتها الديكتاتوريات. وكان للعديد من المفكرين والأدباء رؤية خاصة ومختلفة للتعبير الأدبي الذي يرتبط بالمجتمعات. وكثير من كتاب الإسبانية، أمثال غارسيا مركيز وفارغاس يوسا، حصلوا على تقدير وجوائز لإبداعاتهم.
يقول فارغاس يوسا: (إن شعر بابلو نيرودا شكل بالنسبة له في البدء لذة ممنوعة قبل أن يتحول ورعاً، عندما كنت طفلاً في كونشا بامبا في بوليفيا حيث أمضيت طفولتي، امتلكت أمي نسخة لأول كتابين لنيرودا (عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة). وأذكر كيف منعتني من قراءتها لأن هذه القصائد لم تكن في رأيها مناسبة للأطفال وهذا ما جعلها أكثر جاذبية بالنسبة إلي في كل مراحل حياتي.
جمعت يوسا رحلة صداقة كبيرة بالروائي الكولومبي غارسيا ماركيز، وهذه الصداقة شكلت حيزاً هاماً في تاريخ أدب أمريكا اللاتينية منذ تعارفهما الأول في نهاية السبعينيات، وامتدت طويلاً خلال فترة عيش الكاتبين في برشلونة، إلى درجة أنهما كانا يعيشان في بيتين قريبين. وهي التي يعترف أغلب النقاد بأنها كانت النواة الأساس في تكوين ما سمي فيما بعد بجيل أدب الواقعية السحرية. عن هذه الصداقة كتب يوسا كتابه النقدي المهم عن صديقه غارسيا ماركيز المعنون (ماركيز قصة محطم الآلهة) 1971، والذي يعد أهم الكتب في فهم أدب ماركيز والجيل بأكمله.