في ادلب الاهالي يعودون الى االحطب للتدفئة

 

ما إن دخل فصل الشتاء والبرد القارس إلى محافظة إدلب حتى ارتفعت أسعار الحطب في أرجاء المناطق بنسبة 15 في المئة.

فعلى الرغم من توافر وسائل التدفئة الحديثة لا يزال يفضل معظم أهالي المحافظة وخاصة تلك المناطق التي تكثر فيها زراعة أشجار الزيتون وسيلة التدفئة التقليدية مستخدمين في ذلك مخلفات أشجار الزيتون الناتجة عن عمليات التقليم، فتكثر مواقد النار في منازلهم وتنتشر سحب الدخان في الأحياء السكنية. ولذلك يقبل الكثير من المواطنين على شراء الحطب بمختلف أنواعه حيث يعد (حطب الزيتون) أحد أنواعه الذي يكثر الطلب عليه إلى أنواع أخرى مثل (البيرين) الذي أخذ يسجل حضوراً كبيراً بين مواد التدفئة وخاصة بعد انتشار مصانع قوالب البيرين للتدفئة.

 

وهو ما دفع تجاراً إلى العمل على توفير كميات كبيرة من البيرين العادي والمصنع والحطب بجميع أنواعه ورفع الأسعار، ويعزو عدد من العاملين في سوق الحطب بإدلب ارتفاع الأسعار إلى اقتصار قطع الحطب على تجاره بالإضافة إلى عدم وجود آلية تنظم السوق بالتالي تسيطر على الأسعار المرتفعة. وأضاف أنه ربما تزيد الأسعار إلى أرقام قياسية وخاصة على (الزيتون) الذي ارتفعت نسبة الطلب عليه خلافاً لبقية أنواع الحطب الأخرى. ‏

وتتوزع أكوام الحطب على جوانب الطرقات في محافظة إدلب نظراً لعدم توافر سوق منظم لهذه السلعة الموسمية. ويعزو بعض تجار الحطب بإدلب ارتفاع الأسعار إلى العقبات الكثيرة التي يواجهها هؤلاء التجار ابتداء من صعوبة قطع الحطب إلى توافر محلات متكاملة ومنظمة. وأشار أحد التجار إلى أن محلات الحطب تنقصها الكثير من الخدمات الأساسية حيث تغلب عليها قلة التنظيم والعشوائية. وأوضح أن أسعار الحطب هذا العام تختلف كثيراً عن أسعاره في مثل هذا الوقت من العام الماضي الذي شهد برداً قارساً, وأضاف أن أسعار الحطب هذه الأيام تبدو مرتفعة وأوضح أن الطلب المتزايد على الحطب سوف يزيد من ارتفاع الأسعار فقد بيع طن حطب الزيتون بـ أربعة آلاف ليرة في حين بيع طن حطب السنديان والقطلب بسبعة. ‏

وعن استخدامات مخلفات عصر الزيتون (البيرين) أشار السيد خالد جراد صاحب معمل سوري - تركي مشترك لإنتاج حطب البيرين بأن المنطقة ونظرا لما تنتجه من زيتون ومخلفاته بدأت تشهد رواجاً في تجارة البيرين الذي يباع مكبوساً وكل قطعة تزن كيلوغرام تباع بـ خمسة ليرات ويستمر اشتعالها ما يقارب من 3 ساعات, لافتا إلى انه ينتج سنويا حوالي ألف طن يتم تسويقه بالكامل إلى تركيا والمحافظات السورية إذ يباع الطن بـ 5 آلاف ليرة سورية في حين يتم شراؤه من المعصرة بـ 3 آلاف ليرة وبين أن صعوبات كثيرة بدأت تطفو على السطح في ظل رواج هذه التجارة وخاصة ارتفاع أسعار البيرين المستجر من المعاصر إذ اخذ أصحاب تلك المعاصر برفع الأسعار في حين كانوا سابقاً يرجون من يقوم بترحيل أكوام البيرين المتجمعة في معاصرهم, ولفت إلى أنه يتم الآن تعويض ارتفاع أسعار البيرين من خلال تجفيفه من الزيت واستخراج مادة (العرجون) عصرة ثانية منه فالطن الواحد من البيرين ينتج ما يقارب الـ 20 كغ من زيت العرجون الذي يباع ما بين 60 – 80 ليرة سورية للكغ بهدف استخدامه في صناعة صابون الغار. ‏

  

 شام نيوز - تشرين