في حلب.. المحروقات أزمة دائمة، وأصحاب "الأمبيرات" يلوحون برفع الأسعار

زاهر طحان - شام إف إم
شهدت بورصة المحروقات في السوق السوداء بحلب خلال اليومين الماضيين، ارتفاعات ملحوظة ومتتالية على أسعار المازوت والبنزين، لتحقق أرقاماً قياسية غير مسبوقة في المدينة، وتزيد من الأعباء المعيشية اليومية المفروضة على المواطنين.
فعلى عكس كافة التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض سعر المازوت في السوق السوداء مع دخول فصل الصيف وقلة الطلب عليه، وفق ما كان يجري في السنوات الماضية، سجلت أسعار المازوت في مدينة حلب خلال الأسبوع المنصرم، ارتفاعات متتالية أوصلت سعر الليتر الواحد منه في السوق السوداء إلى عتبة 16 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يتراوح قبل حوالي الأسبوعين، ما بين 13500 و14500 ليرة.
وكشف عدد من أصحاب مولدات "الأمبير" -الوسيلة الرئيسية المغذية لأحياء مدينة حلب بالكهرباء- لـ "شام إف إم" عن صعوبة كبيرة أصبحوا يعانون منها مؤخراً في تأمين المازوت اللازم لعمل مولداتهم، في ظل قلة الكميات المتوفرة من المادة بالسوق السوداء، التي باتت تعتبر الوسيلة الوحيدة تقريباً للحصول على المازوت في المدينة.
ولوّح أصحاب المولدات خلال حديثهم لـ "شام إف إم"، برفع قريب لأسعار "أمبيراتهم"، بمعدل 10% من التسعيرة الحالية التي تبلغ وسطياً ما بين 60 و70 ألف ليرة للأمبير المنزلي الواحد، معتبرين أنه أمر طبيعي في ظل صعوبة تأمين المازوت، ورفع المتحكمين ببيعه في السوق السوداء لسعره، كما تذرعوا أيضاً بارتفاع أسعار الصيانة والزيوت اللازمة لاستمرار عمل مولداتهم.
ويبدو أن عدوى حمى البنزين لم تتأخر بالانتقال إلى المازوت، حيث تعيش مدينة حلب منذ عدة أسابيع في أزمة بنزين خانقة، في ظل تأخر استمرار تأخر وصول رسائل التعبئة لفترات باتت تتراوح ما بين 14 و18 يوماً، نتيجة تخفيض كميات البنزين المدعوم المخصصة لحلب.
وكنتيجة طبيعية لاستمرار تأخر وصول الرسائل والازدحامات الخانقة على كازيات الأوكتان 95، يواصل سعر البنزين في السوق السوداء ارتفاعاته بشكل شبه يومي، متسبباً بارتفاعات متتالية على أسعار أجرة سيارات النقل العمومية، حيث وصل آخر سعر مسجل في حلب للمادة مساء أمس إلى نحو 23 ألف ليرة لليتر الواحد.
يذكر أن أحياء مدينة حلب تعتمد بالدرجة الأولى في تأمين الكهرباء على مولدات "الأمبير"، خاصة في ظل قلة عدد ساعات التغذية بالكهرباء النظامية، والتي لا تتجاوز الساعتين كل 12 ساعة، ورغم كون تلك المولدات أصبحت بمثابة العصب الرئيسي للمدينة، إلا أن الحلول لتأمين مخصصات مدعومة لها من المازوت لا تزال مجرد "حبر على ورق"، ما يفسح المجال أمام المتاجرين بالمازوت في السوق السوداء وأصحاب المولدات على حد سواء، لفرض المزيد من الجشع والاستغلال لحاجة المواطنين.