في سابقة لافتة عبر التلفزيون الرسمي حـذف لـواء الإسكندرون مـن خارطـة سوريـا

لم يعرف متابعو حلقة برنامج «المواطن والوزير»، لماذا أصرت المخرجة هيام إبراهيم على كادرها الثابت طوال الحلقة على خارطة سوريا، وقد حُذف منها لواء الإسكندرونة. فللمرة الأولى يقع التلفزيون العربي السوري في هذا الخطأ الفادح، حيث استضاف البرنامج نصف الشهري في حلقته وزير النفط والثروة المعدنية الدكتور سفيان علاو، متخذاً من مشاكل عديدة تهم المواطن السوري جدولاً لفقراته، كتأمين مادة المازوت لقطاعات عدة، والتدابير التي اتخذتها وزارة النفط إزاء العقوبات الأوروبية على صادرات النفط السوري، فضلاً عن مشكلات تهريب المازوت وتوزيع الدعم على مستحقيه، وأحوال طالبي الوظيفة في قطاعات الوزارة.
الحلقة التي قدمتها الزميلة روعة الخطيب كانت مفاجئة من حيث الجرأة التي انتهجتها، في سياق طرح هموم المواطن، والوقوف على معاناته اليومية سواء في تدبير المحروقات لجراراته الزراعية، أو في التدابير الوقائية لتزويد مخابز دمشق والرقة بمادة المازوت. لكن كاميرا المخرجة إبراهيم بقيت محافظة على كادرها الثابت في حوار «الخطيب» مع الوزير «علاو»، لتستقر مرات ومرات على خارطة سوريا، التي كان من الواضح أنها جزء من ديكور خاص في صالة الضيافة التابعة لوزارة النفط.
المشكلة أن الفضائية السورية لم تعرض سابقا هذا النوع من الخرائط، الذي يظهر فيها لواء إسكندرونة منفصلاً عن الوطن الأم. فمن المعروف أن الدولة السورية لم تعترف بإنسلاخ لواء اسكندرونة وضمه إلى تركيا العام 1939 بعد استفتاء مزوّر ساهمت فيه فرنسا وقتها كدولة انتداب على سوريا، لتعطيه إلى حليفتها تركيا في مقتبل الحرب العالمية الثانية. وحتى في الصحف وفي كتب الجغرافيا المدرسية، وعبر شاشة التلفزيون لا تظهر الخارطة السورية إلا واللواء جزء لا يتجزأ منها، ولم تظهر خارطة مجتزأة لسوريا إلا على المحطات السورية المستقلة كقناة «أورينت»، أو على قنوت أخرى مثل «الجزيرة» و«العربية». فيما حافظت وسائل الإعلام الرسمية بما فيها وكالة سانا السورية للأنباء بإظهار اللواء السليب كجزء من الخارطة السياسية للبلاد.
الغريب في الأمر أن مخرجة البرنامج لم تعر اهتماماً لهذا التفصيل في كوادرها، خصوصاً تلك التي اشتملت على لقطات قريبة ومتوسطة لوجه مقدمة «المواطن والوزير»، بل حافظ كل من معدي البرنامج ماريا قيومجيان وفادي شلهوب وعلي حسام الدين على إيصال رسالة ربما هي على الأغلب غير مقصودة، لكنها تصبح عبر شاشة التلفزيون الرسمي لها دلالة سياسية لا يمكن تجاهلها، نتجت فقط عن إهمال في غير محله، فأحزنت الكثيرين من العرب السوريين في لواء اسكندرونة «ولاية هاتاي حالياً»، وهم يتابعون تلفزيون بلادهم، وهو يقضي على آخر أمل لهم في العودة إلى حدود العام 1939.
شام نيوز - السفير