في سوريا.. توظيف المسرح اجتماعيا وتعليميا

 

يسعى المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية في سوريا إلى إشراك الأهل في عمليته التنموية المسرحية، ففي منتصف مرحلته الحالية يحاول مدربوه والعاملون فيه من إداريين وفنيين أن يلتقوا بأهالي الأولاد المشاركين، ليشاركوهم مشاكل أطفالهم ويتوصلوا معاً إلى حلول مناسبة تسمح للطفل بالتعبير عن ذاته بحرية ودون خوف، وبالتالي إعطائه الثقة اللازمة لحياة اجتماعية وعملية قادمة بالإضافة إلى كسب ثقة الأهل، هذه الثقة المحددة كأهم أهداف سنة المشروع الثانية.

وضمن سلسة اجتماعات أولياء الأمور في المدارس الثمانية، التقى المدربون في مدرسة "أنس بن مالك" في منطقة كفرسوسة، الأهل الذين كان حضورهم كبيراً ومبشراً بالخير بالنسبة لأعضاء المشروع.

وفي بداية اللقاء تم تعريف الأهل بالمسرح التفاعلي وأهدافه وتقنياته من قبل السيدة أنجيليك عبد النور مسؤولة التنسيق في المشروع، وبعدها شاهد الأهل فيلماً وثائقياً مدته نحو عشر دقائق يحكي سيرة المسرح التفاعلي في المدارس الحكومية منذ البداية ويوجه النظر نحو تطلعاته المستقبلية.

وفي الفيلم لمس الأهل التغيرات الإيجابية لهذا المشروع، حيث عرض الفيلم نماذج لأهل يقفون إلى جانب أبنائهم على الخشبة ويتشاركون الآراء والحلول معهم ومع الجمهور، بالإضافة إلى رؤية الأطفال المشاركين سابقاً وهم يقفون أمام الجميع ويمثلون بجرأة كبيرة.

وحالما انتهى الفيلم دار النقاش بين الأهل والمدربين، وقد كانت الآراء متباينة لكنها في معظمها إيجابية حتى وإن كان هناك بعض اختلاف الآراء.

وقال والد الطفل عمر جمعة للمدربين إنه على الرغم من موافقته على اشتراك ابنه في هذا المشروع إلا أنه و"بكل احترام لآراء ومهن الآخرين" لا يرغب بأن يصبح ابنه ممثلاً يوماً من الأيام، فهذا لا يناسب بيئته وطموحه الذي يريد أن يراه محققاً بابنه، مشيرا إلى أن موافقته على اشتراك ابنه ليست سوى نشاط "لا صفي" كأي نشاطٍ آخر.

وأجاب وائل قدور مسؤول الرصد والتقييم في المشروع بقوله "بغض النظر عن رأيك الشخصي حول فن التمثيل، المسرح التفاعلي ليس من مهامه تخريج أطفال ممثلين، لكنه يستخدم التمثيل كوسيلة لينمي قدرات الأطفال العقلية واللفظية، وهو عامل مساعد في تحصيل درجة دراسية جيدة للأطفال".

وساعد قدور بقية المدربين وبعضٌ من الأهالي الموجودين في توضيح هذه الفكرة وحاولوا إقناع الأهل الذين يمتلكون نقاط استفهام حول أمور معينة في المشروع.

وطلب معظم أولياء الأمور أن يستمر المسرح التفاعلي في متابعة جميع السنوات الدراسية القادمة لأبنائهم، وأن لا يقتصر فقط على هذه المرحلة، مشيرين إلى أنهم بدؤوا يلحظون تغيراً إيجابياً في شخصيات أبنائهم "حتى ولو كان طفيفاً كونهم لا يزالون في الشهر الأول من المشروع تقريباً".

وأكد المدربون على أهمية العائلة كجانب أساسي في حياة الطفل، وطلبوا من الأهل أن يجعلوا هذا الجانب إيجابياً من خلال السماح لأولادهم بحرية الاختيار وإعطائهم فسحة من الراحة والثقة، لأن هذا الأسلوب سيعود بالنفع على الطفل والعائلة والمجتمع.

 

شام نيوز - MIDDLE EAST ONLINE