في عيدها الثاني والثمانين.."فيروز" رفيقة كل الدروب

في عيدها الثاني والثمانين.."فيروز" رفيقة كل الدروب

شام إف إم – شاميرام درويش:

"بوسلي عينيه هو ومفتحهن عينيه" كم استطاعت تلك الكلمات أن تستنهض ذاكرة أرواحنا،وخيالنا، أن تشعل في أجسادنا ما لم تستطع دفئ اللحظات أن تصنعه، وكأنما خُلقت تلك الكلمات مع ذاك اللحن لتوحي لسامعها بصورة يكمن عمقها ، في صدى صوت بقي في عمره الثاني والثمانين، يستيقظ في عقولنا، كل صباح، معلنا يوما جديدا، إنها فيروز، "جارة القمر"، "وردة الوردات"، "مجد الشآم"

فيروز التي أصبحت كتقليد صباحي في حياة الكثيرين، لم تكن مجرد أغنية على البال، أو ألحان وكلمات تسمع، وإنما غذاء للروح، وحاجة يومية، تلون الحياة بدفئ صوتها، الذي يمطر حبا في أذن من يستمع إليها.

محطات في حياة فيروز..

ولدت فيروز في مدينة بيروت، في حارة زقاق البلاط ، في الواحد والعشرين من تشرين الثاني، 1935م ، والدها وديع حداد يرجع أصله إلى مدينة ماردين، وكان يعمل لدى مطبعة خاصة بجريدة لبنانية، تسمي لوريون، مازالت تصدر إلى يومنا باللغة الفرنسية،  ومقرها بيروت، أما والدتها فكانت تدعي ليزا البستاني، توفيت في ذات اليوم الذي سجلت فيه فيروز أغنيه "يا جارة الوادي".

بدأت الغناء، في عمر السادسة تقريباً، عام 1940م، حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية، لتكون انطلاقة مشوارها الفني كمغنية، عندما أكتشفها الأستاذ فليفل، إلى أن ألف لها مدير الإذاعة، حليم الرومي، أول أغنياتها .

أما  انطلاقتها في عالم الفن والشهرة، كانت عام 1952، عندما بدأت تسجيل أغانيها التي لحنها الموسيقار، عاصي الرحباني، وتزوجت منه بعد حوالي ثلاثة سنوات، من تاريخ أول أغنية لحنها لها،  وأنجبت منه أربعه أطفال، و قدّمت معه، وأخيه منصور الرحباني، العديد من الأوبريهات، والأغاني، يصل عددها إلى 800 أغنية.

قدمت فيروز المئات من الأغاني محدثة ثورة وتجدُد في الموسيقا العربية، بأدائها الأغاني القصيرة، بخلاف الأغاني الطويلة السائدة في ذلك الوقت.

كما أدت العديد من الأغاني المسرحية، وصل عددها إلى حوالي خمس عشرة مسرحية، من تأليف الأخوين رحباني، وتنوعت مواضيع تلك المسرحيات، لتمجد الحب والبطولة بشتى أنواعهم .

خاضت فيروز العديد من التجارب مع مختلف الملحنين والمؤلفين، كان أشهرهم،  فلمون وهبه، بعد وفاة زوجها عاصي الرحباني، عام 1986، وعملت مع أبنها زياد، الذي ألف لها مجموعة كبيرة من الأغاني، وكان أبرز ألبوماتها، "كيفك أنت" ، "فيروز في بيت الدين 2000"، كانت ضمن مجموعة كبيرة من الحفلات، أقامتها بمساعدة أبنها زياد، وأوركسترا، تتضمن علي العديد من العازفين الأرمن، وآخرين سوريين، ولبنانيين، وكان ألبوم  "ببالي"، أخر ما قدمته فيروز ، بعد سبع سنوات من غيابها.

قالوا في فيروز...

إن فيروز صوت غير محدد بمقدرته الفائقة لكل الألوان الغنائية، وسيتميّز في المستقبل القريب بأنه أقدر صوت على غناء الألحان الحديثه في العالم.. "حليم الرومي" .

قصيدتي، بصوتها، اكتست حلّةً أخرى من الشعر.."نزار قباني" .

هي الأغنية التي تنسى، دائماً أن تكبر هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر.. "محمود درويش"

بعض الأصوات سفينة، بعضها شاطئ، بعضها منارة، وصوت فيروز هو السفينة والشاطئ والمنارة، هو الشعر والموسيقى والصوت، و”الأكثر” من الشعر والموسيقى والصوت ،وحتى الموسيقى تغار منه... "أنسي الحاج" .

في عامها الثاني والثمانين.. "فيروز" رفيقة كل الدروب

هاهي فيروز، تتجاوز عامها الثاني والثمانين، سيصعب عليك أن تفارقها أو تفصلها عن مرحلة في حياتك، ستجدها بين أصابع الطفولة، وسهر الشباب، بين فرح، وحزن، بين ابتسامة ضاعت تحت خيبة الفراق، وعشق ولد ولم يعش، هكذا هي فيروز، رافقتنا في كل أيامنا، والآن تبقى شمعة صوتها تضيء مواقف الحياة، والأيام، والأعوام القادمة، كل عام وأنتي عبق الصباح، وروح المساء.