في عيدهم ... عمَّال العالم يتفقون على المطالبة برفع الأجور

خرج مئات آلاف العمال في مختلف انحاء العالم بمناسبة عيد العمال، في الاول من أيار وتظاهروا في هونغ كونغ وبرلين وزوريخ مطالبين خصوصاً بزيادة الاجور.
وفي بولندا عدلت الكونفدرالية النقابية الكبيرة "او بي زاد زاد" هذه السنة عن مسيرتها التقليدية في وارسو لعدم التشويش على الاحتفالات بطوباوية البابا السابق يوحنا بولس الثاني.
واكتسى عيد العمال منحى سياسياً بامتياز في روسيا حيث اغتنمت الاحزاب الموالية للكرملين الذكرى لاستعراض قواها مع اقتراب استحقاقات انتخابية مهمة بشعارات مثل "مدفيديف! بوتين! روسيا الى الامام!".
واعتبرت السلطات الروسية التي اثار تفريقها بالقوة عدة تظاهرات معارضة خلال الاشهر الاخيرة، هذه التجمعات فرصة لابداء شكل من اشكال حرية التعبير.
لكن مثليي الجنس منعوا من التظاهر في وسط سان بطرسبورغ.
وفي افريقيا كان عيد العمال فرصة اغتنمتها النقابات لرفع "مطالبها" الى السلطات كما حصل في بنين وتوغو.
وفي تونس حيث اطاحت انتفاضة شعبية بالرئيس زين العابدين في كانون الثاني/يناير الماضي، خرج مئات المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة مطالبين بـ"عمل وكرامة وحرية"، بينما انفرد مشجعو كرة القدم بشوارع العاصمة الجزائرية مرددين هتافات قبل مباراة نهائي كاس الجزائر 2011.
وفي المغرب يتوقع ان يتظاهر شبان ونقابيون وشباب حركة العشرين من فبراير التي تتطالب بالمزيد من الديمقراطية في عدة مدن، وخرج نحو ثلاثة الاف متظاهر في الرباط مرددين خصوصا "تسقط التعسفية" و"كفى تهميشاً".
وفي آسيا وبعد اقل من شهرين عن حادث محطة فوكوشيما النووية خرجت تظاهرات في الاول من ايارتندد بالطاقة النووية.
وفي هونغ كونغ تطابق الاول من ايار/مايو مع بداية تطبيق الحد الادنى من الاجور في هذه المنطقة التابعة للصين، وتعتبر النقابات التي جمعت اربعة آلاف متظاهر، الحد الادنى المقدر بـ28 دولاراً هونغ كونغ في الساعة (2.43 يورو) والذي يشكل تقدماً، انه غير كاف لقوت عائلة.
كذلك كانت الرواتب في صلب المطالبات في الفيليبين حيث ارتفعت اسعار المواد الأولية.
وفي سيول عاصمة كوريا الجنوبية طالب اكثر من خمسين الف متظاهر بمزيد من الامن في التوظيف والزيادة في الرواتب منددين بتعاظم انعدام المساواة.
وفي اسبانيا التي يجهد اقتصادها في الخروج من الازمة وحيث تطالب البطالة اكثر من عامل من بين خمسة، توقعت النقابات تنظيم اكثر من ثمانين تجمعاً وتظاهرة اكبرها في فلانسيا (شرقاً).
وفي اليونان حيث طلبت تضحيات من الشعب منذ سنة تفادياً لإفلاس الدولة تجمع الاف المتظاهرين وسط اثينا احتجاجاً على مزيد من التقشف.
وفي البرتغال وفي خضم المفاوضات حول خطة المساعدات المالية المطلوبة من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي، يتوقع ان تقوم النقابات باستعراض قواها عشية اعلان اجراءات تقشف جديدة.
وفي فرنسا بدأ الاف الموظفين يتظاهرون الاحد احياء لعيد العمال العالمي لكن المسيرات لم تحشد اعداداً كالسنة الماضية في حين حشد اليمين المتطرف في احيائه ذكرى جان دارك اعداداً اكبر من 2010.
وفي بلجيكا حيث تفاقهم الازمة الاقتصادية والاجتماعية ازمة سياسية منقطعة النظير، ركزت اهم تدخلات اليسار على قضية الرواتب والعلاوات التي يتقاضاها كبار المسؤولين.
ودافع رئيس النقابة الاشتراكية "اف جي تي بي" رودي دي لوو عن ربط الاجور بالاسعار في بلجيكا وهو اجراء انتقده خصوصاً البنك المركزي الاوروبي.
وفي برلين حيث سار الاف المتظاهرين في هدوء، حذر رئيس اتحادية النقابات الالمانية "دي جي بي" مايكل سومر من تضخم الرواتب وتفضيل ارباب العمل تشغيل عمال قادمين من شرق اوروبا برواتب "متدنية" مع فتح سوقي العمل الالمانية والنمساوية امام اولئك العمال.